أدان حاخام كبير في نيويورك “التقاعس” الأسترالي بعد أن دمر إطلاق نار جماعي احتفالًا بالحنوفة في شاطئ بوندي، مما أدى إلى إصابة 40 شخصًا على الأقل وقتل 15 شخصًا، من بينهم حاخامان بارزان. وقد سلط الحادث الضوء على مخاوف متزايدة بشأن معاداة السامية في أستراليا، وتحديدًا حول الاستجابة الحكومية لهذه القضية. هذا إطلاق النار في بوندي المأساوي أثار صدمة عالمية ودعوات لاتخاذ إجراءات.

وقال الحاخام شميا كرينسكي من المقر الرئيسي العالمي لحبّاد-لوبافيتش في مدينة نيويورك إن الهجوم، الذي نفذه أب وابنه، يعكس مناخًا متزايدًا من معاداة السامية في أستراليا لم تواجهه السلطات بشكل كافٍ. وأكد كرينسكي وفاة الحاخام إلي شلانجر والحاخام يعقوب ليفيتان، معربًا عن حزنه العميق.

تصاعد المخاوف بشأن معاداة السامية في أستراليا

أفادت الشرطة أن الهجوم، الذي وقع في 14 ديسمبر، استهدف تجمعًا كبيرًا احتفالًا بالحنوفة بالقرب من كامبل باراد في شاطئ بوندي. ويجري التحقيق في الحادث باعتباره عملًا إرهابيًا، وقد عُثر في سيارة أحد المشتبه بهما على أجهزة متفجرة بدائية الصنع. وقد أثار هذا الحادث موجة من الإدانات الدولية.

وقد أعرب كرينسكي عن قلقه بشأن ما شهده بنفسه خلال زيارته لملبورن في يوليو، عندما وقع هجوم حرق متعمد على كنيس يهودي في إيست ملبورن. وأشار إلى أن المجتمع اليهودي الأسترالي كان يشعر بالفعل بعدم الارتياح بسبب ما يعتبره استجابة غير كافية من السلطات لأعمال معاداة السامية.

ضحايا الهجوم وتأثيره

كان شلانجر، البالغ من العمر 41 عامًا، أحد أوائل الضحايا الذين تم تحديد هويتهم، وهو مساعد حاخام في حبّاد بوندي ومنظم للحدث على الشاطئ. يُذكر أن شلانجر كان يتمتع بعلاقات قوية في الولايات المتحدة، حيث درس وعائلته مقيمة هناك.

تزوج شلانجر من شيا، ابنة الحاخام يهورام أولمان البارز في أستراليا. وقد انتقل الزوجان إلى سيدني قبل 18 عامًا للمساهمة في تنمية المجتمع ونشر تقاليد الحنوفة. وقد أثر هذا الحادث بشكل خاص على مجتمع حبّاد العالمي.

ردود الفعل الرسمية والإدانات الدولية

أدان رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز الهجوم ووصفه بأنه “عمل شرير خالص”، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس. وقد عبر عن حزنه العميق لعائلات الضحايا الذين كانوا يحتفلون بعيد الأنوار في شاطئ بوندي. وتشير التقارير إلى أن الحكومة الأسترالية تعيد تقييم بروتوكولات الأمن الخاصة بها.

بالإضافة إلى ذلك، أعرب كرينسكي عن شعوره بأن مجتمعات حبّاد في جميع أنحاء العالم تواصل عملها المعتاد المتمثل في نشر المزيد من النور وتعزيز الفخر اليهودي وتشجيع أعمال اللطف. وأكد أن الهجوم لن يثني المجتمع اليهودي عن ممارسة شعائره وتقاليده.

في بيان رسمي، أكد المقر الرئيسي لحبّاد لوبافيتش في نيويورك أن هذا كان عملًا إرهابيًا خائنًا، وهو هجوم على المجتمع والخير والنور نفسه. وأشار البيان إلى أن هذا الهجوم يعكس مناخًا سمح بمعاداة السامية بالتصاعد والتحول إلى عنف. معاداة السامية تمثل تهديدًا متزايدًا في جميع أنحاء العالم.

وفي سياق متصل، حذر ناجٍ من مذبحة “ليلة الكريستال” النازية، يبلغ من العمر 101 عامًا، من أن العصر الحالي “يعادل عام 1938” في ذكرى الاضطهاد النازي لليهود. هذا التحذير يضيف إلى الشعور بالقلق المتزايد بشأن تكرار التاريخ.

من المتوقع أن تستمر التحقيقات في الهجوم لتحديد الدوافع الكاملة والتفاصيل المتعلقة بالتخطيط والتنفيذ. كما من المتوقع أن تراجع السلطات الأسترالية تدابير الأمن في أماكن التجمعات الدينية واليهودية بشكل خاص. ستراقب المجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم عن كثب الاستجابة الأسترالية لهذا الحادث المأساوي، بالإضافة إلى التطورات المتعلقة بـالأمن المجتمعي ومكافحة الإرهاب.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version