أعلنت شركة OpenAI عن تطوير نموذج لغوي جديد باسم “Garlic” في رد فعل على التقدم الملحوظ الذي حققته جوجل في مجال الذكاء الاصطناعي. يهدف هذا النموذج الجديد، الذي قد يُطلق لاحقاً باسم GPT-5.2 أو GPT-5.5، إلى استعادة ريادة OpenAI في سوق تنافسي يشهد تطورات متسارعة. ووفقاً لتقارير، فإن “Garlic” يُظهر أداءً متفوقاً في الاختبارات الداخلية، خاصة في مجالات البرمجة والتفكير المنطقي.
جاء هذا الإعلان بعد فترة من الضغوط على OpenAI، خاصةً بعد إطلاق جوجل لنموذج Gemini 3 الذي حظي باستقبال واسع. وأكد مارك تشين، كبير مسؤولي الأبحاث في OpenAI، لمجموعة من زملائه أن النموذج الجديد يحقق نتائج واعدة تتجاوز أداء نماذج أخرى مثل Gemini 3 و Opus 4.5 من أنثروبيك.
تطوير نموذج Garlic: استجابة للتحديات في مجال الذكاء الاصطناعي
يعكس تطوير “Garlic” تحولاً استراتيجياً في OpenAI، حيث تركز الشركة على تحسين كفاءة نماذجها اللغوية وتقليل التكاليف المرتبطة بتدريبها. تشير التقارير إلى أن “Garlic” يستفيد من إصلاحات الأخطاء التي تم تطويرها أثناء العمل على نموذج آخر يسمى Shallotpeat، مع التركيز بشكل خاص على مرحلة ما قبل التدريب.
تعتبر مرحلة ما قبل التدريب حاسمة في تطوير النماذج اللغوية، حيث يتعلم النموذج العلاقات بين البيانات المختلفة من خلال تحليل كميات هائلة من المعلومات. وقد أقرت OpenAI سابقاً بأنها تواجه تحديات مماثلة لتلك التي عالجتها جوجل في Gemini 3 فيما يتعلق بتحسين هذه المرحلة.
أداء Garlic ومقارنته بالنماذج المنافسة
أظهر “Garlic” نتائج قوية في الاختبارات الداخلية، متفوقاً على GPT-4.5، وهو النموذج الأكبر والأكثر تطوراً الذي أطلقته OpenAI في فبراير الماضي. ويعزى هذا التحسن إلى معالجة المشكلات التي كانت تواجه الشركة في مرحلة ما قبل التدريب، بالإضافة إلى القدرة على دمج كميات كبيرة من المعرفة في نموذج أصغر حجماً وأكثر كفاءة.
هذا التقدم في الكفاءة له آثار مهمة على تكاليف التطوير والتشغيل، مما قد يسمح لـ OpenAI بتقديم خدماتها بأسعار أكثر تنافسية. بالإضافة إلى ذلك، فإن تطوير نماذج أصغر حجماً يمكن أن يسهل نشرها على نطاق واسع واستخدامها في مجموعة متنوعة من التطبيقات.
خطط الإطلاق والمراحل القادمة
تخطط OpenAI لإصدار نسخة مبكرة من “Garlic” في أقرب وقت ممكن، مع توقع إطلاق النسخة النهائية تحت اسم GPT-5.2 أو GPT-5.5 في بداية العام المقبل. ومع ذلك، لا يزال هناك عمل كبير يجب القيام به قبل الإطلاق، بما في ذلك مرحلة ما بعد التدريب، والتي تتضمن تعليم النموذج باستخدام بيانات متخصصة في مجالات مثل الطب والقانون.
بالإضافة إلى ذلك، ستخضع “Garlic” لاختبارات مكثفة لتقييم معايير السلامة وضبط الاستجابات، لضمان أن النموذج يعمل بشكل موثوق وآمن. هذه الخطوات ضرورية لضمان أن النموذج يلبي توقعات المستخدمين ويتوافق مع المعايير الأخلاقية.
في الوقت نفسه، تواصل OpenAI العمل على تطوير نماذج أكبر وأكثر تطوراً، مستفيدة من الدروس المستفادة من تجربة “Garlic”. ويشير هذا إلى أن الشركة لا تزال ملتزمة بدفع حدود الذكاء الاصطناعي وتقديم حلول مبتكرة لمجموعة متنوعة من المشكلات.
من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة مزيداً من التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تتنافس الشركات الكبرى مثل OpenAI وجوجل على تطوير نماذج لغوية أكثر قوة وذكاءً. وسيكون من المثير للاهتمام متابعة أداء “Garlic” في الاختبارات العامة وكيف سيساهم في تغيير المشهد التنافسي في هذا المجال. يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كان “Garlic” سيتمكن من استعادة ريادة OpenAI، ولكن الخطوات التي تتخذها الشركة تشير إلى أنها مصممة على المنافسة.
الوضع الحالي يشير إلى أن OpenAI ستواصل التركيز على تحسين نماذجها الحالية وتطوير نماذج جديدة، مع الأخذ في الاعتبار الدروس المستفادة من المنافسة. من المهم مراقبة التقارير المستقبلية حول أداء “Garlic” وتطورات الذكاء الاصطناعي بشكل عام، لفهم الاتجاهات المستقبلية في هذا المجال الديناميكي.

