وصف الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، الفيضانات العنيفة التي شهدها السودان مؤخرًا بأنها “فيضان من صنع البشر”، محمّلًا إثيوبيا المسؤولية الكاملة، نتيجة سوء إدارتها لعمليات ملء وتشغيل سد النهضة.

وفي مداخلة هاتفية خلال برنامج “كلمة أخيرة” على قناة أون، أوضح نور الدين أن الخطأ الجسيم من الجانب الإثيوبي تمثل في ملء بحيرة السد بكامل سعتها التخزينية البالغة 75 مليار متر مكعب، رغم أن جميع التوربينات لم تكن جاهزة للعمل بعد. وقال: “كان المفترض ألا يتجاوز حجم التخزين 55 مليار متر مكعب، بما يتناسب مع عدد التوربينات المركبة”.

وأشار إلى أن إثيوبيا بالغت عمدًا في التخزين بهدف الترويج لفكرة “تحويل النهر إلى بحيرة”، لكن عند قدوم الفيضان الطبيعي، اضطرت لفتح بوابات السد بشكل مفاجئ وغير منسق، ما تسبب في تدفق كميات هائلة من المياه دفعة واحدة، حولت الفيضان المعتاد إلى كارثة مدمرة، أغرقت قرى ومزارع سودانية بأكملها.

وأكد نور الدين أن ما حدث يُعد دليلًا عمليًا على خطورة غياب التنسيق والتفاهم بشأن إدارة سد النهضة، مشددًا على أن الكارثة الأخيرة تعزز الموقف المصري والسوداني الداعي إلى اتفاق قانوني ملزم حول قواعد ملء وتشغيل السد، بما يضمن الأمن المائي لدولتي المصب ويحول دون تكرار مثل هذه الكوارث.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version