“سيكون لدينا أكبر متحف للآثار المصرية في العالم”، تلك كانت الجملة التي قالها الفنان فاروق حسني ذات يوم، وكان وزيرا للثقافة في ذلك الوقت وهو يجلس علي العشاء  في معهد العالم العربي في باريس في حوار عابر مع أحد المشاركين في العشاء، كلمات خرجت منه بعفوية، دون أوراق أو ميزانية أو خطة تنفيذ، لكنه كان حلمًا لفنان يرى أن حضارة بلده لا تليق بها كلمة “مخزن” التي وصف بها الأجنبي المتحف المصري القديم في التحرير.
واعتبرها إهانة لبلده وتاريخ بلده ، ردّ عليه فاروق حسني بهدوء، لكنه كان يشتعل من الداخل: “هيبقى عندنا أكبر متحف في العالم”
عاد إلى القاهرة وهو مؤمن أن ما قاله لا يجب أن يظل جملة او حلما ، بل مشروعًا واجب التنفيذ، مشروع متحف يليق باسم مصر وحضارتها وآثارها، الوزير كان يفكر بثقة الفنان الذي يرى أبعد من الأرقام:”الأعمال الكبيرة بتجيب تمويلها”، ومن هذه اللحظة، بدأ الحلم يتحرك.
تحولت الفكرة إلى مشروع قومي، وبدأت الاستعدادات والدراسات والاختيارات.. وخلية نحل تعمل بكل الجهد والوطنية بعد أن استطاع الحصول علي التمويل اللازم، واختير موقع المتحف عند سفح الأهرامات، ليكون امتدادًا طبيعيًا للتاريخ الذي تحمله الرمال من حوله.
وقبل البدء في البناء تم نقل تمثال رمسيس في موكب ملكي يليق به وتم وضعه في مدخل المتحف حسب تخطيط المشروع وبدأت سنوات من العمل المتواصل حتى أصبح الحلم حقيقة، وصار لمصر صرحٌ يليق بتاريخها الممتد لآلاف السنين.
وتوقف البناء ثم جاء الزعيم الرئيس السيسي ليدفع بقوة ويعود العمل ليلا ونهارا، ليتم الإنجاز؛ و تحديد موعد الافتتاح ١ نوفمبر القادم  في حفل عالمي بحضور دولي كبير، ويعيد لمصر مكانتها العالمية بمتحف يليق  بحضارتها. 
التشغيل التجريبي بدأ في أكتوبر ٢٠٢٤ .. منذ عام مضي وشهد إقبالاً غير مسبوق وتحولت المنطقة حوله مع مدخل الاهرامات إلي مكان حضاري وسياحي من الدرجة الاولى.
اليوم، ونحن ننتظر حفل افتتاح المتحف المصري الكبير رسميًا، لابد أن نتذكر تلك اللحظة التي نطق فيها فاروق حسني جملته في باريس، بلا ورق ولا لجان فقط مجرد حلم لفنان آمن ببلده وبقدرات بلده .. وأن بلده تستحق مكانتها بين الأمم.

حلم بدأ بكلمة،وتحول إلى أكبر متحف للآثار في العالم لحضارة واحدة .. ينتظر حضور زعماء ومشاهير العالم كله وتغطية إعلامية عالمية. 
تحية للفنان فاروق حسني الذي تحول حلمه إلى واقع تفخر به مصر كلها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version