أعلنت الأجهزة الأمنية الإيرانية، مساء الأحد، عن اعتقال ثلاثة عناصر تابعين لجهاز المخابرات الأوكراني في مدينة أصفهان، وسط البلاد، بعد الكشف عن محاولة لتنفيذ هجوم مسلح استهدف أحد المصانع المتخصصة في صناعة الطائرات المسيرة، في تطور جديد يزيد من تعقيد المشهد الأمني في إيران خلال تصاعد التوترات مع الغرب وإسرائيل.

إحباط مخطط تخريبي
وبحسب التفاصيل التي نشرتها وكالة “تسنيم” الإيرانية المقربة من الحرس الثوري، فإن قوات الأمن والاستخبارات تمكنت من إحباط المخطط قبل تنفيذ أي هجوم فعلي، بعد متابعة أمنية دقيقة لتحركات المشتبه فيهم.

 وأكدت الوكالة أن العناصر الثلاثة كانوا يستهدفون منشأة صناعية حيوية تعمل في تطوير وإنتاج الطائرات المسيرة (الدرونز)، وهو مجال تحظى فيه إيران بقدرات متقدمة أثارت قلق خصومها الإقليميين والدوليين خلال السنوات الماضية.

وأشار بيان الأجهزة الأمنية إلى أن هؤلاء العناصر كانوا ينتمون إلى جهاز الاستخبارات الأوكراني، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل بشأن هوياتهم أو كيفية دخولهم إلى إيران. وأوضحت السلطات أن المعتقلين كانوا يخططون لتنفيذ عمليات تخريبية من شأنها تهديد الأمن القومي الإيراني والتأثير على منشآت استراتيجية بالغة الحساسية.

تحقيقات موسعة

وفيما تواصل السلطات الأمنية التحقيق مع المعتقلين، أكدت التقارير الرسمية أن الهدف من التحقيقات هو الكشف عن تفاصيل أوسع حول الشبكة التي تقف وراء هذا المخطط، ورصد ارتباطاتها المحتملة بجهات استخباراتية أو عسكرية أخرى خارج البلاد، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة في المنطقة بعد الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية.

ودعت الأجهزة الأمنية الإيرانية المواطنين إلى التعاون الكامل مع الجهات المختصة، والإبلاغ الفوري عن أي تحركات أو نشاطات مشبوهة، في إطار تعزيز الإجراءات الوقائية لحماية أمن واستقرار البلاد، خصوصًا في ظل ما وصفته السلطات بـ”المرحلة الحساسة” التي تمر بها إيران.

يُشار إلى أن مدينة أصفهان تُعد واحدة من أهم مراكز الصناعات الدفاعية في إيران، وتحتضن العديد من المنشآت المرتبطة بإنتاج الطائرات المسيرة والصواريخ والمعدات الدفاعية المتطورة. 

وكانت منشآتها هدفًا للعديد من الهجمات المجهولة أو العمليات التخريبية خلال السنوات الماضية، في ظل تصاعد التوترات بين إيران والغرب، بالإضافة إلى إسرائيل، التي تتهم طهران بتزويد حلفائها الإقليميين بتقنيات الدرونز المستخدمة في الهجمات على مصالحها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version