قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الله- تعالى- قريب إليك، أقرب إليك من حبل الوريد، وهو- سبحانه- بائن من خلقه، مستوٍ على عرشه، “ليس كمثله شيء وهو السميع البصير”.
احذر هذه الواسطة
وحذر “الجهني” خلال خطبة الجمعة الأخيرة من شهر ربيع الأول اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، من جعل هناك واسطة بين العبد وبين ربه- تبارك وتعالى-، موصيًا المسلمين بتعليق الآمال بالله وحده، واللجوء إليه في جميع الأمور.
وأضاف: واستحضار عظمة الله وقدرته في كل الأحوال، وطلب المدد وقضاء الحوائج، فهو الذي بيده مقادير الأمور وخزائن السموات والأرض، ومفاتيح كل شيء وما سواه ملك الله، قائلاً: ففروا إليه: “لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إلا ما شاء الله”.
وتابع: و”ما يفتح الله للناس من رحمة فلا مُمْسك لها، وما يُمسَك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم”، مضيفًا: فتحصنوا بكتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، من مُحدثات الأمور.
على علم وبصيرة
وحث قائلاً: واعبدوا الله على علم وبصيرة، واتقوا الله وراقبوه فإنه يراكم ويسمعكم فاجعلوا هواكم تبعًا لما جاء به رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وأكثروا من قول لا إله إلا الله.
وأشار إلى أنها مفتاح الجنة، وحققوا معناها، وصلوا وسلموا على نبينا الكريم، فهي من حقه على أمته، وبها تنشرح صدوركم، وتكفون همومكم، وتُقضى حوائجكم، وتُغفر ذنوبكم وتستحقون شفاعته لكم.
وأوصى بتقوى الله الذي لم يخلقهم سُدى، ولم يترك أمرهم مهملًا، فقد فاز من أطاع ربه وتبتَّل إليه تبتيلًا، وأدّى فرائضه أداءً جميلًا، ويخيب ويخسر من أَذهَبَ زمانهُ باطلًا، وترك عمره من حلى الطاعة عاطلًا.
وبين أنه لمّا كان الإنسان لابد له من الانتقال من هذه الدنيا إلى الدار الآخرة، أرسل رب العالمين جلّ شأنه إلى عباده رسلًا منهم، لتعريفهم بالدار التي سينتقلون إليها، وبصفة الطريق الموصل إليها.
وأوضح أن الله تبارك وتعالى أنزل على رسوله محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- تسليمًا كثيرًا وصفًا موجزًا واضحًا شافيًا كافيًا لقيام الساعة، وفناء العالم كله ولما بعده من البعث، حتى يدخل كل إنسان منزلته.
واستشهد بما قال الله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ}، محذرًا من