قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الضربات الإسرائيلية الأخيرة ضد لبنان تحمل أهدافًا خبيثة تتجاوز مجرد استهداف مواقع تابعة لحزب الله، موضحًا أن الغاية الحقيقية هي زعزعة استقرار الدولة اللبنانية وممارسة ضغوط سياسية وأمنية على الجمهورية اللبنانية بأكملها.
وأضاف غباشي في مداخلة هاتفية ببرنامج “خط أحمر” الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن سياسات إسرائيل تجاه لبنان وسوريا وقطاع غزة تعبر عن حالة صراع وجودي تعيشها تل أبيب مع محيطها الإقليمي، مشيرًا إلى أن إسرائيل تُدير صراعاتها انطلاقًا من شعورها الدائم بعدم الأمان وهاجس الخوف من الزوال، قائلًا: إسرائيل تدخل الآن ما يمكن تسميته بلعنة العقد الثامن من عمرها، فالتاريخ لم يشهد قيام دولة إسرائيلية تجاوزت الثمانين عامًا، وهي تدرك ذلك جيدًا وتتصرف بناءً عليه بمنطق البقاء بأي ثمن”.
مبرر للاستهلاك المحلي
وأوضح نائب رئيس المركز العربي للدراسات، أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على جنوب لبنان تُعد خرقًا واضحًا للقرار الدولي رقم (1701)، والذي ينص على وقف الأعمال العدائية بين الجانبين، لافتًا إلى أن تل أبيب تستغل ذريعة “تأمين حدودها” لتبرير استخدام القوة المفرطة ضد المدنيين والبنية التحتية اللبنانية، وهو ما وصفه بأنه “مبرر للاستهلاك المحلي”.
القوانين والمواثيق الدولية
وأشار غباشي إلى أن إسرائيل تجاوزت كل القوانين والمواثيق الدولية، في ظل غياب الردع والمساءلة الدولية الحقيقية، مؤكدًا أن “من أمن العقاب أساء الأدب، وإسرائيل اليوم تمارس انتهاكاتها بثقة لأنها تشعر بأنها بمنأى عن أي محاسبة قانونية أو سياسية”.
واختتم بالتأكيد على أن سلوك إسرائيل تجاه محيطها الإقليمي ليس مجرد سياسة أمنية، بل استراتيجية وجودية قائمة على الفوضى والسيطرة، مضيفًا أن استمرارها في تجاهل الشرعية الدولية يعزز حالة عدم الاستقرار في المنطقة ويزيد احتمالات الانفجار في أكثر من جبهة.