قال الدكتور هشام مجدي سليمان، استشاري مناظير وجراحة العمود الفقري بكلية الطب جامعة القاهرة، إن الغضروف جزء طبيعي من الجسم، والمشكلة تبدأ عندما يخرج من مكانه الطبيعي ليضغط على الأعصاب، مما يُسبب الألم.
الانزلاق الغضروفي القطني
وأضاف “سليمان”، خلال لقائه مع الإعلامية مروة مطر، ببرنامج “أنا والناس”، المذاع على قناة “النهار”، أن الانزلاق الغضروفي القطني ينتج عن عوامل متعددة، منها الاستعداد الوراثي الذي لا يُمكن التحكم فيه، إضافة إلى العادات الخاطئة التي يُمارسها الأشخاص في حياتهم اليومية، ومن أبرز هذه العادات حمل الأشياء الثقيلة بطريقة خاطئة، حيث يجب الانحناء بالركبتين وليس بالظهر، فضلًا عن الوزن الزائد الذي يُشكل ضغطًا كبيرًا على العمود الفقري، علاوة على التدخين الذي يُقلل من تدفق الدم إلى الغضاريف، مما يُسبب تشققات، إضافة إلى قلة ممارسة الرياضة التي تؤدي إلى ضعف عضلات البطن والظهر، فضلًا عن طبيعة بعض المهن مثل العمال أو المهندسين الذين يتعرضون للمطبات بشكل مستمر، أو من يضطرون للجلوس لفترات طويلة.
وحول الأعراض، أوضح أن المريض يشعر غالبًا بألم حاد في الظهر ينتقل إلى الساق، مصحوبًا أحيانًا بتنميل أو كهرباء، ولطمأنة المرضى، أكد أن 80% من حالات الانزلاق الغضروفي تستجيب للعلاج الدوائي والعلاج التحفظي ولا تحتاج إلى تدخل جراحي.
وكشف عن أحدث طرق علاج الانزلاق الغضروفي، موضحًا الفرق بين التدخلات العلاجية والتدخلات الجراحية، منوهًا بأن علاج الألم لا يُغير من حجم الغضروف، ولكنه يتعامل مع الألم فقط، مثل الحقن أو التردد الحراري، وهي إجراءات مناسبة للحالات البسيطة، والجراحة الكلاسيكية “الميكروسكوب” يتم فيها فتح جراحي في الظهر لإزالة الجزء البارز من الغضروف بدقة عالية، مشيرًا إلى أن المنظار الجراحي يُعتبر أحدث وأكثر تطورًا، حيث يتم من خلال فتحة صغيرة جدًا “نصف سم” دون الحاجة لفتح الظهر، مما يُقلل من الألم وفترة النقاهة.
وأكد أن المنظار يُمكنه معالجة جميع الحالات التي تُعالجها الجراحة الكلاسيكية، شريطة أن يكون الجراح على قدر عالٍ من الخبرة، نافيًا فكرة أن يتم استبدال الغضروف بعد إزالته، موضحًا أن الأطباء لا يزيلون أكثر من 50% من الغضروف، مما يترك مساحة كافية للحركة، مشيرًا إلى أن تركيب مسامير ودعامات بين الفقرات يتم فقط في الحالات التي تحتاج إلى تثبيت الفقرات.