تشهد العلاقات المصرية السنغافورية دفعة جديدة مع الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس جمهورية سنغافورة إلى القاهرة، حيث تحمل هذه الزيارة رسائل سياسية واقتصادية مهمة، وتفتح آفاقًا لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات.

وتبرز أهمية هذه الخطوة في كونها امتدادًا لمسار طويل من الروابط الدبلوماسية التي جمعت بين القاهرة وسنغافورة على مدى عقود، وتجسيدًا لحرص الجانبين على تطوير شراكة أكثر شمولًا وفاعلية.

كما تعكس هذه الزيارة تقارب الرؤى بين البلدين في قضايا التنمية المستدامة وبناء اقتصاد حديث قائم على التكنولوجيا والابتكار، بما يجعلها نقطة تحول نحو مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية، ترتكز على تعميق التعاون السياسي وتوسيع الاستثمار المتبادل.

كمال ريان: زيارة رئيس سنغافورة تدشن مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي والاستثماري مع مصر
 

قال أستاذ السياسة كمال ريان في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن زيارة رئيس سنغافورة إلى مصر تمثل خطوة مهمة على طريق ترسيخ علاقات التعاون السياسي والتجاري والاقتصادي والاستثماري بين البلدين، مؤكدًا أنها تدشن مرحلة جديدة من التعاون بين دولتين تمتلكان تجربتين ملهمتين في التنمية.

وأكد ريان أن تجربة سنغافورة منذ استقلالها عام 1965 تعد نموذجًا ملهمًا في التحول من دولة صغيرة فقيرة الموارد إلى قوة اقتصادية مؤثرة على خريطة الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أن هناك تشابهًا واضحًا بين ما مرت به سنغافورة في بدايات نهضتها وما تشهده مصر خلال السنوات العشر الأخيرة من تنمية استراتيجية وخطط واضحة ارتكزت على البنية التحتية والتعليم وتنمية رأس المال البشري.

وقال ريان إن التجربة التنموية المصرية خلال العقد الأخير باتت تحظى بإشادة دولية، ومن بينها إشادة رئيس سنغافورة خلال زيارته الحالية، لافتًا إلى أن التشابه بين التجربتين رغم اختلاف التوقيت  يعزز فرص التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين.

وأشار ريان إلى أن زيارة رئيس سنغافورة لمصر جاءت مصحوبة بوفد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين، حيث شهدت عقد منتدى اقتصادي وتوقيع عدد من الاتفاقيات، ما يؤكد وجود إرادة مشتركة لتدشين مرحلة جديدة من الشراكة بين الجانبين.

وأضاف أن التعاون بين مصر وسنغافورة دخل بالفعل مرحلة جديدة منذ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سنغافورة عام 2015، والتي شكلت دفعة قوية لفتح مجالات التعاون في قطاعات الموانئ والخدمات اللوجستية والنقل البحري والطاقة والتعليم.

وأكد ريان أن مصر استفادت من التجربة السنغافورية في تطوير الموانئ، خاصة في منطقة قناة السويس، وكذلك في مجالات إعادة تدوير المياه والاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة والمدن الذكية، مشيرًا إلى أن مصر حاليًا تنشئ أكثر من 16 مدينة ذكية جديدة في مقدمتها العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة.

ولفت إلى أن هذه التطورات تؤكد أن مصر تسير على الطريق الصحيح نحو التحول لاقتصاد قوي شبيه بتجربة “النمور الآسيوية”، مشددًا على أن المؤشرات الاقتصادية الأخيرة ومعدلات النمو المرتفعة تعكس نجاح الإصلاحات الاقتصادية والمشروعات القومية الكبرى.

واختتم ريان تصريحاته بالتأكيد على أن التعاون المصري السنغافوري يحمل آفاقًا واسعة، خاصة أن مصر تمثل مدخلًا مهمًا للأسواق الإفريقية والشرق أوسطية، فيما تفتح سنغافورة بدورها آفاقًا لمصر في أسواق شرق آسيا، بما يعزز فرص الشراكة المتبادلة بين التجربتين التنمويتين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version