تحتفل، اليوم، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد النيروز، “رأس السنة القبطية”، فهو العيد الذي يحمل تاريخ ممتلئ بالشهداء والقديسين الذين قدموا حياتهم شهادة حية للمسيح.

النيروز بين الشهداء والقديسين 

فالشهيد هو الذي قدم دمه ثمنا لإيمانه، وظل صامدا في وجه الاضطهادات، رافضا أن ينكر مسيحه، فصار دمه بذارا للإيمان. 

أما القديسون فهم الذين عاشوا حياة مقدسة مملوءة بالفضائل والجهاد الروحي، فأصبحوا منارات مضيئة للأجيال في طريق الخلاص.

ومن أبرز الشهداء الذين تتذكرهم الكنيسة في هذا العيد، الشهيد مارجرجس الروماني، والقديسة دميانة، والقديس مارمينا العجائبي، والقديس بطرس خاتم الشهداء، وغيرهم ممن زينوا صفحات التاريخ الكنسي بدمائهم الطاهرة وسيرهم العطرة.

الكنيسة وعيد النيروز 

ويُعرف عيد النيروز بأنه رأس السنة القبطية، إذ يبدأ التقويم القبطي في يوم 11 سبتمبر (12 سبتمبر في السنوات القبطية الكبيسة).

ويرتبط هذا العيد بتقليد كنسي قديم يعود إلى القرن الرابع الميلادي، حيث جعلت الكنيسة بداية عامها مرتبطة بعصر الشهداء، أي منذ اعتلاء الإمبراطور دقلديانوس العرش سنة 284م، نظرًا لما شهده عصره من أقسى موجات الاضطهاد ضد المسيحيين، ومنذ ذلك الحين صار عيد النيروز رمزًا لتذكار الشهداء والقديسين، وبداية زمن جديد للكنيسة قائم على الإيمان والرجاء.

الإيمان والثبات والمحبة

وخلال عظته الأسبوعية مساء أمس الأربعاء، والتي جاءت في عشية عيد النيروز بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، قال قداسة البابا تواضروس الثاني:

“عيد النيروز هو تذكار سنوي للشهداء والقديسين الذين حملوا الإيمان بكل قوة وأمانة، والذين صاروا لنا أيقونات مضيئة تُلهمنا أن نعيش في ثبات ووفاء للمسيح.”

وأضاف قداسته أن العام القبطي الجديد هو دعوة للرجوع إلى الجذور، وتذكر التاريخ المقدس للكنيسة، مشددًا على أن حياة الشهداء والقديسين هي درس عملي في الإيمان والثبات والمحبة.

وقال المتنيح ( الراحل ) البابا شنودة الثالث عن النيروز :

“النيروز ليس مجرد بداية سنة جديدة، بل هو تذكار للشهداء الأبرار الذين قدموا حياتهم حبًا في المسيح، فصار دمهم أغلى من كل الأكاليل، وصارت الكنيسة تفخر بهم عبر الأجيال.”

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version