في ظل التحولات الاقتصادية التي تشهدها السوق المصرية مؤخرا، تتسابق البنوك في طرح أدوات ادخارية جديدة تلبي احتياجات العملاء الباحثين عن الأمان والعائد المجزي، ومن بين هذه الأدوات التي تصدرت المشهد مؤخرا، برزت شهادات الادخار الرباعية ذات العائد التراكمي كأحد أبرز الابتكارات المصرفية، لما تقدمه من عائد مرتفع واستقرار مالي يواكب تطورات السياسة النقدية في البلاد.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور وليد جاب الله الخبير الاقتصادي، إن شهادات الإدخار تعكس مرونة الجهاز المصرفي المصري في التفاعل مع المتغيرات النقدية والاقتصادية الراهنة.
وأضاف جاب الله- خلال تصريحات لـ “صدى البلد”، أن هذه الخطوة تمثل توجها استراتيجيا يهدف إلى تحقيق توازن بين جذب السيولة من السوق والحفاظ على استقرار قيمة العملة المحلية.
وأشار جاب الله، إلى أن العائد التراكمي المرتفع في هذه الشهادة ليس مجرد وسيلة لجذب الودائع، بل هو جزء من رؤية أشمل لدعم الاستقرار النقدي وتعزيز الثقة في الجهاز المصرفي.
وتابع: “كما يسهم في تحقيق هدف مزدوج، حماية مدخرات المواطنين من تآكل القيمة الشرائية، وفي الوقت نفسه ضخ سيولة طويلة الأجل في البنوك يمكن توجيهها لتمويل الأنشطة الإنتاجية والاستثمارية”.
شهادة الادخار الرباعية ذات العائد التراكمي
وفي السياق نفسه، حازت شهادة الادخار الرباعية ذات العائد التراكمي على اهتمام واسع من العملاء، بعد أن أعلنت البنوك عن طرحها بعائد مميز يصل إلى 27% في السنة الأولى، الأمر الذي جعلها الخيار الأمثل أمام الباحثين عن استثمار آمن يحقق عائدا مرتفعا على المدى المتوسط.
وتعد هذه الشهادة إحدى أهم الأدوات الادخارية الجديدة التي أطلقتها البنوك استجابة للمتغيرات الاقتصادية، وسعيًا منها إلى تعزيز الثقة في الجنيه المصري وتشجيع ثقافة الادخار.
وجاء طرح هذه الشهادة بالتزامن مع القرارات الأخيرة المتعلقة بأسعار الفائدة، خاصة بعد إعلان البنك الأهلي المصري وبنك مصر، وهما الأكبر في السوق المحلية، عن خفض أسعار الفائدة على الأوعية الادخارية، عقب قرار البنك المركزي المصري بتقليص أسعار الإيداع والإقراض بنسبة 1%، في خطوة تستهدف دعم النشاط الاقتصادي وتحفيز الاستثمار المحلي.
تفاصيل شهادة الادخار الرباعية
وضمن هذا الإطار، أعلن البنك العربي الإفريقي الدولي عن إتاحة مجموعة متنوعة من الشهادات الادخارية لعملائه، من أبرزها الشهادة الرباعية ذات العائد التراكمي، التي تمنح عائدا مميزا يبلغ 100% من أصل قيمة الشهادة بنهاية المدة.
وأوضح البنك أن هذه الشهادة تمنح العميل فائدة تراكمية تضاف إلى أصل المبلغ بعد مرور أربع سنوات، فعلى سبيل المثال، عند ربط شهادة بقيمة 100 ألف جنيه، يحصل العميل بنهاية المدة على 100 ألف جنيه فائدة إضافية، ليصل إجمالي العائد إلى 200 ألف جنيه، تشمل أصل المبلغ والفائدة المجمعة معا.
الحد الأدنى والفائدة وشروط الإصدار
وحدد البنك العربي الإفريقي الدولي الحد الأدنى لشراء الشهادة الرباعية بقيمة 5.000 جنيه مصري، بعائد تراكمي يعادل 100% خلال أربع سنوات، أي ما يعادل فائدة سنوية نسبتها 18.92% تقريبا يتم صرفها في نهاية المدة، وأوضح البنك أن هذه الشهادة غير قابلة للتجديد تلقائيا بعد انتهاء مدتها.
مدة الشهادة وإمكانية الاسترداد
وتبلغ مدة شهادة الادخار الرباعية أربع سنوات كاملة، وهي مخصصة للأفراد فقط دون الشركات أو الهيئات، ولا يتيح البنك استرداد قيمة الشهادة أو كسرها إلا بعد مرور ستة أشهر من تاريخ شرائها، بما يضمن استقرار الودائع وتحقيق العائد المستهدف للعملاء.
والجدير بالذكر، أن تعكس شهادة الادخار الرباعية ذات العائد التراكمي توجه البنوك المصرية نحو تقديم أدوات ادخارية أكثر جاذبية وتنوعا، بما يتماشى مع سياسة التيسير النقدي الهادفة إلى دعم الاقتصاد الوطني وتحفيز الاستثمار.
كما تؤكد هذه الخطوة على قدرة الجهاز المصرفي المصري على ابتكار منتجات مالية تجمع بين الأمان والعائد المجزي، وتمنح المدخرين ثقة متجددة في قوة الجنيه المصري واستقرار السوق المحلية.
وسوف نرصد لكم مميزات الشهادة الرباعية ذات العائد التراكمي
– مدة الشهادة 4 سنوات.
– الحد الأدنى لقيمة شهادة الادخار هو 5000 جنيه ومضاعفات الـ 1000 جنيه.
– سعر الفائدة: 100% يصرف في آخر المدة بمعدل فائدة تراكمية 18.92%.
– تقدم للأفراد فقط.
– يمكن للعميل الحصول على تسهيلات ائتمانية مضمنة.
وجاءت شروط ربط الشهادة الرباعية ذات العائد التراكمي كالتالي:
– لا يسمح بتجديد الشهادة.
– لا يمكن استرداد قيمة الشهادة قبل مرور 6 أشهر من تاريخ الشراء.
نسبة الاسترداد المبكر:
• السنة الأولى: 7%.
• السنة الثانية: 6%.
• السنة الثالثة: 5%.
• السنة الرابعة: 4%.

