تستعد مصر لاتخاذ خطوة إنسانية جديدة ضمن جهودها المتواصلة لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إذ أرسلت معدات وآليات هندسية إلى محيط مخيم البريج بهدف إزالة الركام والنفايات المتراكمة، تمهيدًا لبدء أعمال إعادة الإعمار في المنطقة المنكوبة.

ووفقًا لمصادر إسرائيلية، فإن الجانب المصري ينتظر حاليًا الحصول على موافقة رسمية من الجانب الإسرائيلي للدخول إلى المخيم وبدء عمليات التطهير والإخلاء، في إطار تنسيق ميداني يجري بين الجانبين لتسهيل تنفيذ الخطة المصرية.

تأتي هذه الخطوة في سياق مبادرة مصرية شاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، تتضمن تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة وإعادة تأهيل البنى التحتية الأساسية، بالتعاون مع مؤسسات دولية وإقليمية تعمل في المجال الإغاثي والتنمية.

وفي سياق متصل، أعلن البيت الأبيض أن مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كلًّا من ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، توجّها إلى القاهرة لبحث تفاصيل ما يُعرف بـ خطة غزة، بحسب ما نقلته تقارير إعلامية أمريكية.

وأوضح مسؤول في البيت الأبيض أن المبعوثين سيشاركان في مفاوضات حساسة من المقرر عقدها غدًا في العاصمة المصرية، تتناول ترتيبات إطلاق سراح الأسرى وبحث سبل إنهاء الحرب على قطاع غزة، إضافة إلى مناقشة مقترحات لتحقيق اتفاق سلام دائم يضمن استقرار المنطقة.

تأتي التحركات المصرية في وقتٍ تشهد فيه الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تدهورًا حادًا نتيجة الحرب المستمرة، حيث تعاني آلاف الأسر من فقدان المأوى وندرة المياه الصالحة للشرب وانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة.

 وتسعى القاهرة من خلال هذه الجهود إلى تخفيف معاناة السكان وتهيئة الظروف المناسبة لعودة الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها في المناطق المتضررة.

وفي هذا الإطار، أكدت مصادر دبلوماسية أن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة لا تقتصر على إعادة بناء ما دُمّر فحسب، بل تشمل أيضًا إطلاق مشروعات تنموية طويلة الأمد في مجالات الإسكان والطاقة والتعليم والصحة، بما يضمن تحسين مستوى المعيشة للسكان وتعزيز مقومات الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في القطاع. كما تعمل مصر على تنسيق الجهود مع الأمم المتحدة والبنك الدولي وعدد من الدول المانحة لضمان توفير التمويل اللازم لتلك المشاريع.

من جهة أخرى، يرى مراقبون أن التحرك المصري – الأمريكي المشترك قد يشكّل نافذة أمل جديدة نحو تسوية سياسية شاملة في الملف الفلسطيني، خصوصًا مع تزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. 

وتعتبر القاهرة، بحكم موقعها ودورها الإقليمي، عنصرًا محوريًا في أي ترتيبات مستقبلية تهدف إلى إحلال السلام الدائم وضمان أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version