قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الجمعة، إن عشرة رهائن إضافيين سيُفرج عنهم قريبًا من قطاع غزة، في تطور جديد على مسار الجهود الأمريكية الهادفة لإنهاء أزمة الرهائن والمساهمة في تهدئة الصراع القائم منذ شهور بين إسرائيل وحركة حماس.

وخلال عشاء خاص جمعه بعدد من أعضاء مجلس النواب في البيت الأبيض، أعرب ترامب عن تفاؤله بالتقدم المحرز، مشيدًا بالجهود التي يقودها مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، قائلاً: “استعدنا معظم الرهائن. سنستعيد 10 رهائن آخرين قريبًا جدًا، ونأمل أن ننتهي من ذلك بسرعة”.

ورغم امتناعه عن تقديم تفاصيل إضافية بشأن هوية الرهائن أو جنسياتهم، فإن هذه التصريحات تعكس ضغوطًا متصاعدة تمارسها الإدارة الأمريكية لإنهاء ملف الرهائن ضمن اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار.

مفاوضات مكثفة في الدوحة بوساطة أمريكية

ويأتي إعلان ترامب في ظل محادثات دبلوماسية رفيعة المستوى تُجرى في العاصمة القطرية الدوحة، حيث يخوض مفاوضون من إسرائيل وحركة حماس منذ السادس من يوليو الجاري جولة جديدة من المحادثات غير المباشرة، تتركز على مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، تدعمه الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون.

وبحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، يتضمن المقترح الأمريكي مراحل متعددة تشمل وقف القتال، وتبادل الأسرى، وتوسيع المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، إضافة إلى بحث ترتيبات أمنية مستقبلية تسمح بعودة تدريجية للنازحين وتثبيت هدنة طويلة الأمد.

وتشير تقارير إلى أن واشنطن كثّفت جهودها في الأيام الأخيرة لدفع الطرفين إلى القبول بالاتفاق، بالتنسيق مع مصر وقطر، مستفيدة من حالة الإنهاك العسكري والإنساني التي يعيشها الجانبان، خصوصًا مع ارتفاع وتيرة الغارات الإسرائيلية وتصاعد الضغوط الدولية لوقف التصعيد.

الرهائن كورقة تفاوضية  

تعود جذور أزمة الرهائن إلى السابع من أكتوبر الماضي، حين نفذت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، هجومًا مباغتًا داخل الأراضي الإسرائيلية أسفر عن مقتل مئات الأشخاص وأسر العشرات، بينهم مدنيون وجنود، وهو الهجوم الذي فجّر واحدة من أعنف جولات القتال بين الجانبين منذ سنوات.

واستخدمت حركة حماس ملف الرهائن كورقة ضغط أساسية في مفاوضاتها غير المباشرة، مطالبة بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

وخلال الأشهر الماضية، تمكنت وساطات دولية من إطلاق سراح عدد محدود من الرهائن، من بينهم أطفال ونساء، فيما تواصل واشنطن جهودها لاستعادة مواطنين أمريكيين يُعتقد أنهم لا يزالون محتجزين داخل غزة.

يرى مراقبون أن تصريحات ترامب تعكس تحولًا في وتيرة المفاوضات، وربما بداية مرحلة أكثر حسماً، خصوصًا في ظل رغبة أمريكية واضحة في تحقيق اختراق ملموس قبيل الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وإذا تحقق الإفراج عن الدفعة الجديدة من الرهائن، فسيشكل ذلك خطوة حيوية باتجاه تثبيت اتفاق هدنة قد يفتح الباب أمام تسوية أوسع للصراع، وإن كان التحدي الأكبر يظل في مدى قدرة الوسطاء على إقناع الطرفين بتجاوز الشروط المسبقة وتعقيدات الميدان.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version