أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف جميع المفاوضات التجارية مع كندا، بعد بث إعلان كندي يهاجم خطته للرسوم الجمركية، واستخدم الإعلان صوت الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان.
قال ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال”: “الرسوم الجمركية عنصر أساسي في حماية الأمن القومي والاقتصاد الأميركي. وبناءً على السلوك الكندي المستفز، تُعلّق جميع المفاوضات التجارية مع كندا فوراً”.
كندا تستفز ترمب
الإعلان المثير للجدل تضمن مقاطع من خطاب لريغان عام 1987، دعا فيه إلى حرية التجارة وهاجم الرسوم الجمركية بوصفها فكرة عفا عليها الزمن تُضعف الابتكار وترفع الأسعار وتضر بالعمال الأميركيين. وقد مُوّل الإعلان من حكومة أونتاريو في محاولة واضحة للتأثير على الناخبين الجمهوريين باستخدام أحد أبرز رموز الحزب.
لكن ترمب اعتبر أن توقيت الإعلان ليس بريئاً، إذ يتزامن مع جلسة مرتقبة للمحكمة العليا للنظر في قانونية جزء من سياسته الاقتصادية الخارجية. وحذر الرئيس من “كارثة اقتصادية” إذا ألغت المحكمة تلك الرسوم، مشيراً إلى أن الحكومة قد تُجبر حينها على إعادة مليارات الدولارات من الرسوم التي جُمعت سابقاً. ومن المقرر أن تعقد المحكمة جلسة الاستماع في 5 نوفمبر المقبل.
مؤسسة ريغان الرئاسية انتقدت حكومة أونتاريو، مؤكدة أنها لم تحصل على إذن باستخدام المواد الصوتية، وأن اختيار مقاطع محددة “شوّه” مضمون خطاب ريغان الأصلي.
ترمب يضرب اقتصاد كندا
الاقتصاد الكندي، الذي يعتمد على الولايات المتحدة في نحو ثلاثة أرباع صادراته، تلقى ضربة قوية من سياسة ترمب التجارية. وتتحمل أونتاريو العبء الأكبر، إذ تُعدّ مركز صناعة الصلب والسيارات في كندا– وهما القطاعان اللذان استهدفتهما الرسوم الأميركية. وتُعدّ كندا ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، إذ بلغ حجم التبادل بين البلدين أكثر من 900 مليار دولار العام الماضي. وعلى وقع تصريحات ترمب، تراجع الدولار الكندي بشكل طفيف.
البيت الأبيض لم يُدلِ بتعليق فوري، بينما واصل الجانبان محادثاتهما المستمرة منذ أشهر، والتي ركزت مؤخراً على رسوم الصلب والألمنيوم. وتؤكد حكومة رئيس الوزراء مارك كارني أن خفض الرسوم على هذه المعادن سيعود بالنفع على قطاع التصنيع الأميركي المتقدم.
ومن المنتظر أن يلتقي ترمب و كارني الأسبوع المقبل خلال قمتي آسيان وأبيك في ماليزيا وكوريا الجنوبية.
مفاوضات ترمب التجارية “غير تقليدية”
منذ عودته إلى البيت الأبيض، يتبع ترمب أسلوباً تفاوضياً غير تقليدي في القضايا التجارية، إذ يعلن عبر منشوراته على “تروث سوشيال” عن فرض أو إلغاء الرسوم وفق مواقف الدول السياسية أو سياساتها الاقتصادية، سواء كانت حليفة أم خصماً.
وقالت تشارو تشانانا، المحللة في “ساكسو كابيتال ماركتس” بسنغافورة: “شهدت الأسواق هذا السيناريو مراراً، إذ لا تدوم مناورات ترمب التجارية طويلاً. ضعف الدولار الكندي قد يكون مؤقتاً ما لم يصحبه تصعيد جديد أو تنفيذ فعلي للرسوم”.
وهذه ليست المرة الأولى هذا العام التي يهدد فيها ترمب بقطع المفاوضات مع كندا؛ ففي الصيف الماضي أعلن الإجراء نفسه احتجاجاً على “ضريبة الخدمات الرقمية” الكندية، ولوّح بفرض رسوم جديدة، ما دفع أوتاوا إلى تعليق الضريبة وإعادة فتح قنوات التفاوض.

