أدانت النائبة هناء أنيس رزق الله، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب وعضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، الاعتداء الوحشي الذي استهدف مجمع ناصر الطبي في قطاع غزة، مؤكدة أن ما قام به الاحتلال الإسرائيلي يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان تخالف كافة القوانين والمواثيق الدولية.

وأشارت النائبة هناء أنيس رزق الله في بيان صحفي، إلى أن استهداف المستشفيات يعد انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، خاصة أن هذه المنشآت الصحية محمية بموجب القانون الدولي، وأي اعتداء عليها يندرج في خانة الجرائم ضد الإنسانية.

وأضافت رزق الله أن مجمع ناصر الطبي يعد أحد أكبر المستشفيات في غزة، وكان الملاذ الأخير لآلاف الجرحى والمصابين والنازحين، لافتة إلى أن قصفه لم يكن مجرد عمل عسكري بل عملية متعمدة تستهدف إفقاد الشعب الفلسطيني ما تبقى له من بنية تحتية صحية.

وأوضحت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن الاحتلال يحاول عبر هذه الاعتداءات ممارسة سياسة “الإبادة الصامتة” بحق المدنيين من خلال حرمانهم من العلاج والرعاية الطبية اللازمة.

مسؤولية المجتمع الدولي والأمم المتحدة

وأكدت عضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، أن صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الانتهاكات يشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم، داعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى التحرك العاجل لوقف هذه الاعتداءات المتكررة ضد الشعب الفلسطيني.

وشددت على أن حماية المستشفيات واجب إنساني قبل أن يكون التزامًا قانونيًا، وأن استمرار القصف الإسرائيلي على المنشآت الطبية ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة.

كما طالبت رزق الله بتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبها الاحتلال ضد القطاع الطبي في فلسطين، مؤكدة أن الأدلة واضحة والمشاهد التي نقلتها وسائل الإعلام تثبت بشاعة الجريمة.

وأوضحت أن أي تجاهل لهذه الجرائم يعد بمثابة مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال في انتهاكاته، ما يستدعي موقفًا حازمًا من المجتمع الدولي.

ضرورة التحرك العربي والإقليمي

وشددت النائبة على أهمية الدور العربي والإقليمي في مواجهة ما يجري في غزة، مشيرة إلى أن البرلمان المصري والبرلمانات العربية أمام مسؤولية تاريخية للضغط على المجتمع الدولي من أجل وقف العدوان.

وأوضحت أن التضامن العربي يجب أن يتجاوز حدود البيانات والاستنكار إلى خطوات عملية، منها تقديم شكاوى رسمية للمحاكم الدولية وتفعيل أدوات الضغط السياسي والاقتصادي على الاحتلال.

وأكدت رزق الله أن مصر لم تدخر جهدًا في دعم الشعب الفلسطيني، سواء عبر الوساطة لوقف إطلاق النار أو من خلال إرسال المساعدات الإنسانية والطبية عبر معبر رفح، مشيرة إلى أن هذه المواقف تؤكد ثبات السياسة المصرية تجاه القضية الفلسطينية، وأن الشعب المصري يشعر بما يعانيه الفلسطينيون، وهناك تلاحم تاريخي لا يمكن أن ينقطع بين الشعبين.

استهداف المدنيين استراتيجية ممنهجة للاحتلال

وأشارت النائبة إلى أن استهداف المستشفيات ليس حادثًا عرضيًا بل جزء من استراتيجية ممنهجة يتبعها الاحتلال منذ سنوات طويلة، حيث يستهدف المدارس والملاجئ والمراكز الطبية لتدمير مقومات الحياة الأساسية للفلسطينيين.

وقالت إن الاحتلال يسعى إلى خلق واقع جديد في غزة عبر التهجير القسري والتدمير الممنهج للبنية التحتية، مؤكدة أن هذه الممارسات لا تختلف عن سياسات التطهير العرقي التي شهدها العالم في مراحل تاريخية سابقة.

ولفتت إلى أن الشعب الفلسطيني يعيش اليوم تحت حصار مزدوج، الأول يتمثل في القصف المستمر، والثاني في حرمانه من أبسط مقومات الحياة مثل الماء والكهرباء والدواء، وهو ما يجعل الوضع الإنساني كارثيًا بكل المقاييس، لافتا الي أن استهداف مجمع ناصر الطبي ليس النهاية بل قد يتكرر مع منشآت أخرى إذا لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل حازم وسريع.

دور الأحزاب السياسية والبرلمانية في مصر

وأكدت رزق الله أن حزب الشعب الجمهوري يعمل عبر أمانة المرأة المركزية وجميع هيئاته على رفع الوعي المجتمعي بالقضية الفلسطينية، وتنظيم الفعاليات التضامنية التي تؤكد دعم الشعب المصري لإخوانه في غزة.

وأشارت إلى أن دور البرلمانيين المصريين لا يقتصر على الداخل فقط، بل يمتد إلى المحافل الدولية من خلال المشاركة في المؤتمرات البرلمانية العالمية وعرض الحقائق حول ما يجري في الأراضي المحتلة.

وأضافت أن القضية الفلسطينية ستظل محورًا أساسيًا في أولويات حزب الشعب الجمهوري، انطلاقًا من قناعته بأن الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هو دفاع عن القيم الإنسانية والعدالة الدولية.

وأكدت أن أصوات النساء في البرلمانات والأحزاب تلعب دورًا مهمًا في إبراز البعد الإنساني للأزمة، حيث تتحمل النساء والأطفال النصيب الأكبر من معاناة الاحتلال.

العدالة الدولية وحق الفلسطينيين في الحياة

واختمت تصريحاتها بالتأكيد على أن العدالة الدولية ليست مجرد شعارات، بل يجب أن تتحول إلى آليات واضحة لمحاكمة مرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وأن استهداف المستشفيات يجب أن يكون جرس إنذار للعالم أجمع، مشددة علي أن الشعب الفلسطيني لن يفقد حقه في الحياة والحرية رغم كل ما يتعرض له من جرائم، وأن صموده الأسطوري هو أكبر رد على محاولات الاحتلال كسر إرادته.

وأكدت أن التاريخ لن يرحم المتخاذلين عن نصرة القضية الفلسطينية، وأن الأجيال القادمة ستسجل مواقف كل من وقف مع الحق وكل من صمت أمام الجرائم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version