مصر… ليست مجرد وطن، إنها فكرة الخلود التي سكنت قلب الزمن، وجعلت من رمالها كتابًا مفتوحًا يقرأه العالم جيلاً بعد جيل.

حين جاءت مصر، كانت الإنسانية ما تزال تبحث عن طريقها بين الظلال، فجاءت هذه الأرض الطيبة منارةً للحكمة والنور، تعلم العالم معنى الحضارة، ومعنى أن يكون للإنسان جذور تضرب في عمق التاريخ.

على ضفاف النيل العظيم، كتب أجدادنا أول السطور في قصة البشرية، شيدوا المعابد، وأقاموا الأهرامات، وزيّنوا الأرض بفنهم وإيمانهم وإبداعهم.

ومنذ ذلك الحين، صار اسم مصر مرادفًا للتاريخ، وصار التاريخ نفسه يبدأ بها ويُقاس عليها.

واليوم، ونحن نحتفل بافتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر متحف أثري في العالم، نشهد لحظة تمزج الماضي بالحاضر في أبهى صورها.

إنه ليس مجرد صرحٍ حجري يحتضن كنوز المصريين القدماء، بل قلب نابض يروي قصة وطنٍ علّم الدنيا معنى العظمة.

كل تمثال فيه يحكي عن عظمة ملوكٍ عرفوا كيف يخلّدون أسماءهم بالعمل، وكل جدارٍ فيه يهمس بحكمة أمةٍ لا تموت.

المتحف المصري الكبير ليس هدية لمصر فحسب، بل هدية من مصر إلى الإنسانية، تفتح أبوابها لكل من يريد أن يرى كيف بدأت الحضارة، وكيف ظلت هذه الأرض الطيبة تكتب تاريخها بحروف من ذهب.

إن افتتاح هذا المتحف هو إعلان جديد بأن مصر لا تكتفي بأن تحفظ تراثها، بل تحيا به وتفخر به وتنقله للعالم كله.

فكما كانت مصر منارة الأمس، فهي اليوم قلب الحاضر ونور المستقبل.

نحن أبناء هذا الوطن العظيم، نرى في كل حجرٍ من أهرامه، وفي كل قطعةٍ من آثاره، نبضًا من دمائنا، ونشعر أن التاريخ نفسه ينتمي إلينا كما ننتمي إليه.

نرفع رؤوسنا فخرًا ونحن نقول للعالم:

هنا مصر…

هنا بدأت الحكاية،

وهنا سيبقى المجد ما بقيت الشمس تشرق من الشرق.

فمصر جاءت، وبعدها جاء التاريخ.

وها هي اليوم تكتب فصلًا جديدًا من الخلود، يؤكد أن الحضارة قد تُولد في أماكن كثيرة، لكنها تسكن مصر إلى الأبد.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version