في قلب واشنطن، يقف مبنى البنتاجون، -“أضخم مؤسسة عسكرية عرفها العالم”- ، ففي هذا المبنى، تصاغ السياسات، وتُرسم الخرائط، وتتخذ القرارات التي تُغير مصائر أمم وشعوب ، لكن ، خلف جدران هذا المبنى وخارجه أيضا، أصبح يطرح سؤال حاليا ، ما هي فلسفة ترامب لتغيير اسم هذا المبنى من وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب.

تغيير الاسم بعد الحرب العالمية الثانية 

بالعودة إلى التاريخ، وتحديدا عام 1949، وبعد حرب عالمية مُدمرة، أرادت الولايات المتحدة أن تبدل صورتها أمام العالم، فلم يعد من المناسب أن تسمى القوة العسكرية الأعظم بـ “وزارة الحرب”، لذلك جاء الاسم الجديد “وزارة الدفاع”، وما أشبه الليلة بالبارحة، فإن ترامب يريد استعادة أمجاد سلفه على ما يبدو، وقرر تغير اسم وزارة الدفاع وعودتها إلى وزارة الحرب مرة أخرى.

استعادة أمجاد الحرب العالمية

ومنذ أن وصل ترامب إلى مكتبه البيضاوي، فإنه أعرب مرارا عن رغبته بتغيير اسم وزارة الدفاع، في إطار عدة مبادرات أطلقتها الإدارة الأمريكية ضمن حملة “عقيدة المحارب” داخل البنتاجون، وبرر سيد البيت الأبيض هذه الخطوة بقوله إن الولايات المتحدة كانت لديها تاريخ لا يُصدق من الانتصارات عندما كانت وزارة الحرب، -“بحسب وصفه”-، وهو ما اتفق معه وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث الذي قال: “لقد فزنا في الحربين العالميتين الأولى والثانية ليس بوزارة دفاع، بل بوزارة حرب”.

فرض السلام من خلال القوة

والسؤال الأهم، لماذا أراد ترامب ذلك؟ فأتت الإجابة من البيت الأبيض الذي أكد أن الهدف من ذلك يكمن في فرض “السلام من خلال القوة” وضمان “احترام العالم للولايات المتحدة مرة أخرى”.

تجاهل ترامب لموافقة الكونجرس

ولأن الولايات المتحدة تروج لنفسها دائما بأنها دولة مؤسسات، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الكونجرس، -“الذي يملك سلطة إنشاء الوزارات التنفيذية الفيدرالية”-، يجب عليه التدخل لإصدار موافقة نهائية على هذه الخطوة، خطوة، غير مهمة بالنسبة لترامب الذي أكد أنه سينفذ توجهه الجديد حتى لو رفضه الكونجرس.

جبهات جديدة للحرب

وعلى مدار عقود، كانت الولايات المتحدة تظهر لشعوب العالم كحامية للحرية، لا، كقوة غاشمة تتعطش للصراع، لكن الواقع كان أكثر سوادا من الشعارات، فمن فيتنام إلى العراق وأفغانستان وصولا إلى منطقتنا البائسة الشرق الأوسط، كانت الجيوش الأمريكية تعبر القارات، لا لتحمي حدودها، بل لتفتح جبهات جديدة للحرب.

رحلة البنتاجون من وزارة الدفاع إلى وزارة الحرب

في عمق واشنطن، يقف البنتاجون قلعة محصنة، ومركز قوة يسيطر على البر والبحر والسماء بل وحتى الفضاء، ففي البنتاجون، لا تصاغ القرارات فحسب، بل تُرسم مصائر الأمم وتحدد حروب المستقبل، فماذا ينتظر العالم بعد هذه الخطوة؟

تغيير شعار وزارة الدفاع الأمريكية 
شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version