ندد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، بالهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، واصفاً إياه بأنه “انتهاك سافر لسيادة الدول ومبادئ القانون الدولي”. 

وقال نيبينزيا، خلال جلسة مجلس الأمن الخميس، إن بلاده “تدين بشدة العدوان الإسرائيلي على قطر”، مضيفاً أن موسكو “تقدّر الدور المحوري الذي تقوم به الدوحة في جهود الوساطة الرامية إلى وقف نزيف الدم في غزة والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين”.

وأضاف الدبلوماسي الروسي أن “المفاوضات لا يمكن أن تجري بينما يوجَّه السلاح نحو الوسيط”، مؤكداً أن مثل هذه الممارسات تقوّض فرص الوصول إلى أي تسوية سياسية وتزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.

وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر بياناً مشتركاً نادراً أدان فيه الهجوم على قطر، لكنه لم يشر صراحة إلى إسرائيل، رغم موافقة جميع الدول الأعضاء الـ15، بما فيها الولايات المتحدة، حليفة تل أبيب. 

وأكد البيان، الذي صاغته بريطانيا وفرنسا، على “أهمية خفض التصعيد والتضامن مع قطر، ودعم سيادتها وسلامة أراضيها”، مشدداً في الوقت ذاته على أن “إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب في غزة يمثلان أولوية قصوى”.

استهدف الهجوم الإسرائيلي اجتماعاً لقيادات من حركة حماس في الدوحة، وأدى إلى مقتل ستة أشخاص، بينهم نجل القيادي خليل الحية، وأربعة من مرافقي الوفد، إضافة إلى عنصر من الأمن الداخلي القطري. غير أن تقييمات إسرائيلية نقلتها القناة 12 أكدت أن أبرز القيادات، ومن بينهم خليل الحية وخالد مشعل، نجوا من العملية.

وأعربت قطر عن “امتنانها العميق” لمواقف الدول والمنظمات التي سارعت إلى إدانة الهجوم، مؤكدة أن الاعتداء “لن يثنيها عن مواصلة جهودها الدبلوماسية لدعم القضية الفلسطينية والتوسط لوقف الحرب”.

ويرى محللون أن الموقف الروسي في مجلس الأمن يعكس اتجاهاً دولياً متزايداً لاعتبار استهداف الوسطاء تهديداً مباشراً للنظام الدولي القائم على احترام السيادة. 

كما أن التباين بين موقف المجلس وغياب تسمية إسرائيل صراحة يسلّط الضوء على التوازنات المعقدة داخل الهيئة الأممية، في وقت يشتد فيه الضغط على تل أبيب بسبب تصاعد خسائر المدنيين في غزة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version