شهدت قمة “تكنى سميت 2025″، المنعقدة في مكتبة الإسكندرية خلال الفترة من 4 إلى 6 أكتوبر، إقبالاً كبيراً في يومها الثاني، حيث اجتمع رواد الأعمال والمستثمرون والخبراء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة أحدث التطورات في مجالات التكنولوجيا وريادة الأعمال. ويُعد هذا الحدث منصة عالمية تهدف إلى تعزيز التواصل بين العقول المبدعة، وتوفير فرص للتشبيك بين الشركات الناشئة والمستثمرين، بما يسهم في دعم الاقتصاد الرقمي المصري.

في كلمته خلال افتتاح القمة، أعلن الدكتور/ عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن إطلاق نسخة مطورة من منصة “إبداع مصر – EgyptInnovate”. هذه المنصة المحدثة تهدف إلى تمكين الشركات الناشئة من جذب الاستثمارات من خلال خريطة تفاعلية وخدمات مدعومة بالذكاء الاصطناعي. وأشار الوزير إلى أن المنصة ستتيح بيانات مفتوحة المصدر للمستثمرين، إلى جانب روبوت محادثة يقدم الاستشارات الفنية والتقنية والاقتصادية لرواد الأعمال.

وأكد الوزير أن حجم الاستثمارات في الشركات التكنولوجية الناشئة تضاعف سبع مرات خلال السنوات الخمس الأخيرة (2020-2025) مقارنة بالفترة من 2015 إلى 2019، مما يعكس الانتعاش الكبير الذي يشهده قطاع الابتكار وريادة الأعمال في مصر. كما أوضح أن عدد مراكز “إبداع مصر الرقمية” ارتفع من 3 مراكز فقط في عام 2018 إلى 24 مركزًا في 21 محافظة، مع خطط لزيادة هذا العدد.

استعرض الوزير الجهود المبذولة لتمكين الشركات الناشئة من النفاذ إلى المهارات والتقنيات، بالإضافة إلى الأسواق المحلية والدولية. وأشار إلى دعم نحو 790 شركة ناشئة من خلال مراكز “إبداع مصر الرقمية”، واحتضان 69 شركة أخرى لإنتاج نماذج أولية في معامل “كريتيفا”. كما أوضح أن برنامج Start IT يقدم حزم دعم مالي وعيني تصل قيمتها إلى مليون جنيه لكل شركة، بينما يقدم برنامج Creativa Incubation دعمًا يقدر بـ 400 ألف جنيه خلال فترة الاحتضان.

في سياق متصل، دعا اللواء/ أحمد خالد سعيد، محافظ الإسكندرية، إلى إطلاق مبادرة “الإسكندرية مدينة ذكية”، بالتعاون مع وزارة الاتصالات والقطاع الخاص، وبمشاركة شبابية موسعة. وتهدف المبادرة إلى مواجهة تحديات المحافظة باستخدام أحدث التطبيقات الذكية، مما يعزز من تنافسية الإسكندرية وتحقيق رؤية مصر الطموحة نحو اقتصاد رقمي قائم على الابتكار.

شهدت القمة حضور السفير/ داج يولين دنفيلت، سفير السويد لدى مصر، الذي أشاد بالتعاون المصري السويدي في مجالات التكنولوجيا والابتكار. كما أعرب عن تطلعه إلى تعزيز تبادل الخبرات بين الشركات الناشئة في البلدين. وأكد السفير أهمية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة.

من جانبه، أكد السيد/ أحمد الوكيل، رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة لدول البحر الأبيض المتوسط، أهمية الدعم الحكومي المستمر للشركات الناشئة، مشيرًا إلى أن هذه الشركات تمثل المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل خاصة في الاقتصادات الرقمية.

يغطى مؤتمر “تكنى سميت 2025” موضوعات متنوعة تشمل التعليم الفني، وتكنولوجيا الصحة، والتجارة الإلكترونية، والألعاب، والتكنولوجيا المالية، وتكنولوجيا التسويق والإعلام، بمشاركة ممثلين من 70 دولة. وتضمنت فعاليات اليوم الثاني جلسات نقاشية ومحاضرات وورش عمل، بالإضافة إلى معرض للشركات الناشئة، حيث أتيحت الفرصة لرواد الأعمال لعرض أفكارهم ومنتجاتهم أمام المستثمرين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version