شهدت الجمعية العمومية الثانية والأربعون لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) إجماعًا غير مسبوق من 192 دولة عضو خلف طموحات المنظمة لتحقيق صفر وفيات، وصافي انبعاثات كربونية صفرية، وتعزيز الربط الجوي بحلول عام 2050، مع دعوات قوية لتوفير الموارد الكافية لتحقيق هذه الأهداف.
وقد منحت الجمعية المنظمة تفويضًا واضحًا لمتابعة استراتيجيتها طويلة المدى لتحويل قطاع النقل الجوي، حيث اعتمدت الدول الأعضاء قرارات تدعم القضاء على الوفيات، وتقليل الانبعاثات الكربونية إلى الصفر الصافي، وضمان عدم تخلّف أي دولة عن الركب مع نمو خدمات النقل الجوي في الاقتصادات الناشئة.
وفي كلمة ختامية أمام ممثلي الدول الأعضاء، قال رئيس مجلس الإيكاو، سالفاتوري سياكّيتانو:
“دعونا نتذكّر هذه الجمعية على أنها اللحظة التي وضعنا فيها العالم على المسار الصحيح لتحويل الطيران العالمي لأجيال قادمة. دعونا نتذكّرها كلحظة تحوّل فيها الطموح العالمي إلى عمل عالمي”.
وقد حضر أعمال الجمعية نحو 3,000 مندوب يمثلون 192 دولة، في تأكيدٍ للدور المحوري الذي تضطلع به الإيكاو في قيادة التعاون الدولي عبر سلسلة القيمة الكاملة للنقل الجوي.
وخلال الجلسات، تم تعزيز أطر السلامة والأمن العالميين، وتوحيد المواقف حول العمل البيئي، إلى جانب وضع الأسس لتحقيق وصول عالمي وعادل لخدمات النقل الجوي. وشملت القرارات معالجة شاملة للفرص والتحديات التي تواجه الطيران المدني العالمي.
وأكد الأمين العام للإيكاو، خوان كارلوس سالازار، أن الانتقال إلى نظام طيران آمن ومأمون ومستدام “هدف قابل للتحقيق”، مضيفًا: “القرارات التي اتُخذت هنا ستوجّه مستقبل الطيران لعقود قادمة، وستترك أثرًا إيجابيًا يعود بالنفع على جميع الدول والشعوب”.
وشدّد المشاركون على أهمية تزويد الإيكاو بالموارد اللازمة لتنفيذ مهامها وتحقيق أهدافها قبل الموعد المحدد لعام 2050.
كما استكملت الجمعية انتخاب مجلس الإيكاو الجديد المكوّن من 36 عضوًا، وهو الهيئة الحاكمة للمنظمة والمسؤولة أمام الجمعية العمومية، وتم انتخاب أعضائه لفترة تمتد لثلاث سنوات.
وشهدت الجمعية حدثًا بارزًا تمثل في الفعالية الافتتاحية رفيعة المستوى لحشد الموارد، التي أسفرت عن تعهدات كبيرة من كل من: أستراليا، كندا، فرنسا، إيطاليا، كازاخستان، ماليزيا، منغوليا، نيجيريا، جمهورية كوريا، المملكة العربية السعودية، سويسرا، الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة، الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى شركتي إيرباص وبوينغ.
كما أقرت الجمعية ميزانية الإيكاو للفترة 2026 – 2028، ودعت المنظمة إلى الاستمرار في تنفيذ إصلاحات شاملة في مجالات الشفافية والمساءلة والكفاءة. وأقرت كذلك إنشاء صندوق استراتيجي يتم تمويله عبر مساهمات طوعية لسد فجوات التمويل ودعم تنفيذ الأنشطة ذات الأولوية ضمن خطة عمل الإيكاو.
وأكدت الدول الأعضاء دعمها لجهود المنظمة الرامية إلى تحقيق الاستدامة المالية طويلة الأمد عبر تحديد الأولويات وتنويع مصادر الإيرادات وتحسين الأداء التشغيلي.
وبهذا المستوى غير المسبوق من المشاركة ووجود رؤية واضحة للمستقبل، منحت الجمعية الثانية والأربعون للإيكاو تفويضًا قويًا لتوجيه الطيران العالمي نحو عصر جديد من النقل الجوي الآمن والمستدام للجميع.