حذر الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، من تدهور خطير في الأوضاع داخل قطاع غزة قد يقود إلى مواجهات داخلية دامية بين الفصائل والميليشيات الفلسطينية، في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية بمرحلة حرجة على المستويين السياسي والأمني.
وقال فهمي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “الحياة اليوم” على قناة “الحياة”، إن ما تشهده الساحة الغزية في الأيام الأخيرة ينذر بالانتقال من السيناريو السيئ إلى الأسوأ، مشيراً إلى أن حالة الاحتقان الداخلي وتضارب المصالح بين القوى المسلحة قد تشعل مواجهات داخلية واسعة النطاق.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن داخل القطاع نحو سبع ميليشيات مسلحة عميلة لجهات مختلفة، بعضها كان محتجزًا في سجون السلطة الفلسطينية وأخرى داخل سجون حركة حماس، قبل أن يتم الإفراج عنها في ظروف استثنائية.
وأكد أن هذه المجموعات أصبحت اليوم عناصر ضغط وفوضى قد تستخدم في الصراعات الداخلية أو لتصفية الحسابات السياسية.
وأشار فهمي إلى أن الخطورة لا تكمن فقط في وجود هذه الميليشيات، بل في التوقيت الحساس الذي تتزامن معه هذه التطورات، إذ تجري حالياً مفاوضات دقيقة حول مستقبل القطاع وملف تثبيت وقف إطلاق النار بين الأطراف المعنية.
وأضاف أن تعنت حركة حماس في ملف تسليم السلاح وعدم إبداء مرونة في التعامل مع المقترحات الدولية قد يؤدي إلى تعطيل مسار التهدئة، ما يمنح إسرائيل أو الأطراف الأخرى ذرائع لعدم استكمال خطوات الاستقرار.
وحذر فهمي من أن أي تعثر في المفاوضات أو تصعيد ميداني جديد سيعيد المشهد إلى نقطة الصفر، ويفتح الباب أمام فوضى داخلية غير مسبوقة، داعيًا في الوقت ذاته إلى ضرورة ضبط الأوضاع السياسية والأمنية داخل القطاع للحفاظ على ما تبقى من استقرار نسبي حتى تتضح ملامح المرحلة المقبلة.
وأكد في ختام تصريحاته أن المرحلة الراهنة تتطلب رؤية موحدة من جميع الفصائل الفلسطينية، بعيدًا عن الحسابات الضيقة، لأن انفجار الوضع الداخلي لن يخدم سوى إسرائيل ويقضي على أي فرصة لتحقيق استقرار دائم في قطاع غزة.