في خضم التصعيد الميداني المتواصل على الساحة الفلسطينية، وما تشهده غزة من عدوان إسرائيلي دموي خلف آلاف الشهداء والجرحى، تتعالى الأصوات المحذرة من خطورة المخططات التي تهدف إلى تصفية القضية عبر فرض واقع التهجير الجماعي للفلسطينيين خارج أرضهم.

ومع تزايد هذه المحاولات التي تسعى لخلط الأوراق واستغلال الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع، يبرز ثبات الموقف المصري الرافض لأي مساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني أو تمرير حلول تقوم على اقتلاعه من جذوره.

إن مصر، بما تمثله من عمق استراتيجي للقضية الفلسطينية، تدرك أن ما يجري يتجاوز حدود غزة ليشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي والإقليمي على حد سواء، الأمر الذي يفسر تحركاتها المكثفة ومساعيها لوقف إطلاق النار وتوفير ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية.

أستاذ علوم سياسية: محاولات إسرائيل لشق الصف المصري وإجبار الفلسطينيين على التهجير باءت بالفشل

قال الدكتور محمود عنبر، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، في تصريحات خاصة لموقع “صدى البلد”: “يمكن القول إن ما يجري على مختلف الحدود المصرية، سواء في الجنوب مع السودان أو في ملف سد النهضة بإثيوبيا، كان يهدف بشكل أو بآخر إلى تشتيت الدولة المصرية وإشغالها عن القضية الفلسطينية”.

وتابع: “ورغم محاولات القاهرة الوصول إلى حلول تضمن التنمية الإثيوبية دون الإضرار بحقوق مصر المائية، استمرت إثارة الأزمات والتصعيد، وصولًا إلى الطرح المباشر لفكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة عبر معبر رفح إلى داخل الأراضي المصرية، وهو أمر قوبل برفض قاطع من القيادة المصرية”.

وأضاف عنبر: “المزاعم التي روجت لها بعض المنصات، بأن مصر تغلق المعابر وتمنع وصول المساعدات إلى غزة، لم تكن سوى محاولات مكشوفة لشق الصف الداخلي وإثارة الغضب الشعبي ضد القيادة، بينما الحقيقة أن سياسة التجويع الممنهجة هي التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان القطاع في مشهد لم يشهد له التاريخ مثيلًا”.

وتابع: “الضغط الإسرائيلي عبر ترويج فكرة أن نصف سكان غزة يريدون الخروج منها باعتبار ذلك ‘حقًا شخصيًا’، لم ينجح في تمريره، لأن الدولة المصرية كانت واضحة وحاسمة في رفض التهجير، سواء إلى أراضيها أو إلى أي دولة أخرى، إدراكًا منها أن ذلك يعني ضياع القضية الفلسطينية”.

واختتم أستاذ الاقتصاد تصريحاته بالتأكيد: “محاولات الاحتلال ومعه الولايات المتحدة لشق الصف المصري باءت بالفشل، لأن الشعب المصري التف حول قيادته، وتمسك بموقف ثابت برفض أي شكل من أشكال التهجير، حفاظًا على الحقوق الفلسطينية ومنعًا لتصفية القضية”.
 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version