تعتبر الفنانة التشكيلية الشابة رونزا عمارة الطبيعةَ مصدرَ إلهامها الأول الذي لا ينضب، فهي لا تكتفي برسم المشهد الطبيعي كما هو، بل تغوص في جوهره العميق لتعيد صياغته بأسلوبٍ تجريديٍّ مبتكر، تمزج فيه الألوان الزاهية والحركات الديناميكية لتقدّم أعمالًا تحتفي بالحياة وتنوّعها الفطري.

تقول رونزا عمارة في حديثها لموقع صدى البلد إن بداية شغفها بالرسم تعود إلى طفولتها، حين كانت في التاسعة من عمرها، متأثرةً بوالدتها التي كانت معلمة التربية الفنية لها في المرحلة الابتدائية، والتي حرصت على تنمية موهبتها من خلال تزويدها بأدوات الرسم المختلفة وتشجيعها على التجريب الفني، مبينةً أنها بدأت الرسم بالألوان المائية قبل أن تنتقل تدريجيًا إلى أساليب أكثر تنوعًا خلال سنوات دراستها.

وعيٌ أنضج

ورغم صِغر سنها، تظل لوحة جدها التي رسمتها وهي في الثانية عشرة من عمرها محطةً فارقةً في مسيرتها الفنية؛ إذ حاولت من خلالها تجسيد ملامح الشيخوخة والحكمة التي ارتسمت على وجه صاحب الستين عامًا، فكانت تلك التجربة نقطةَ التحوّل نحو وعيٍ فنيٍّ أكثر نضجًا.

تضيف رونزا أن دراستها خلال السنوات الجامعية لم تشغلها عن الفن، لكن شغفها عاد للازدهار مرةً أخرى بشكلٍ احترافي بعد أن تتلمذت على يد العديد من أساتذة كلية الفنون الجميلة من خلال حضورها ورشًا فنية مختلفة، وسعيها المستمر للتواجد في المعارض الفنية.

طاقة الطبيعة 

“لوحاتي تجسّد طاقة الطبيعة النابضة بالحياة في أعمالٍ تجريديةٍ آسِرة”، بهذه الكلمات تُكمل رونزا عمارة حديثها، مؤكدةً أنها تتأثر بمختلف أشكال الفنون في لوحاتها، حيث تلعب الموسيقى دورًا هامًا ومصدرَ إلهامٍ للعديد من أعمالها التي تحمل أسماءَ أعمالٍ غنائية، كما تتأثر بالرقص المعاصر وغالبية أنواع الفنون الأخرى.

وتشير الفنانة الشابة، صاحبة الـ32 عامًا، إلى مشاركتها في العديد من المعارض الفنية حول العالم، كما تعرض أعمالها في عدد من الجاليريهات المصرية، وتطمح إلى المشاركة في مزيد من المعارض داخل مصر حتى تصل لوحاتها إلى أكبر عدد ممكن من المهتمين بهذا الفن.

وتبيّن أنه في عام 2024 حصلت على جائزتها الأولى، وهي شهادة التميّز عن لوحتها «الأفق المفقود» (Lost Horizon) المشاركة في مهرجان ضي للشباب العربي، ومن خلال هذه اللوحة تؤكد على الحاجة الحيوية للحفاظ على جوهر الحياة الذي يجسده الريف المصري وجماله الأصيل.

وفي ختام حديثها، تؤمن الفنانة الشابة بأن الفن التشكيلي يجب أن يحمل رسالةً وقيمةً تؤثر في المجتمع، وتعكس الحالة الثقافية والاجتماعية لمختلف فئاته وأعماره.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version