شهدت البرازيل، وتحديداً في ولاية ريو جراندي دو سول التي ضربتها فيضانات تاريخية غير مسبوقة في عام 2024، مشهدًا مروعًا ومؤلماً وثقته الكاميرات، حيث ابتلعت مياه السيول الهادرة سيارة بأكملها وقائدها داخلها، في تأكيد لخطورة الظواهر المناخية القاسية وتأثيرها المدمر على حياة المدنيين والبنية التحتية.
وفي ظل الأمطار الغزيرة التي حولت الشوارع إلى أنهار جارفة وطرقات منهارة، وثّقت لقطات فيديو مرعبة، انتشرت بشكل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء العالمية، لحظة فقدان السيطرة على مركبة في خضم التيار القوي.
وتُظهر المشاهد تدفق المياه بكميات هائلة وقوة خارقة، وهي تجرف السيارة بسرعة مذهلة قبل أن تختفي تماماً تحت سطح المياه المتصاعدة.
وأكدت السلطات المحلية ومصادر إعلامية وقوع هذا الحادث المأساوي، مشيرة إلى أن قائد المركبة لم يتمكن من النجاة أو الخروج في الوقت المناسب، ليصبح مصيره مجهولاً أو مؤكداً ضمن قائمة الضحايا المتزايدة.
وتُعد هذه الفيضانات، التي ضربت مناطق شاسعة في جنوب البرازيل، الأسوأ في تاريخ البلاد الحديث، متسببة في دمار هائل شمل آلاف المنازل والجسور والطرق. وتتجاوز الخسائر المادية والبشرية المتزايدة قدرة الأرقام على وصفها، حيث أسفرت عن عشرات الوفيات والمفقودين وتشريد مئات الآلاف من منازلهم، خاصة في الفترة التي تلت الأمطار الغزيرة في مايو 2024.
وتحولت المدن إلى ما يشبه المستنقعات والمحيطات الصغيرة، مما صعّب من عمليات الإنقاذ التي اضطرت للاعتماد بشكل كبير على القوارب والطائرات المروحية.
وربط الخبراء العنف غير المعتاد للفيضانات بظاهرة تغير المناخ، مشيرين إلى أن ارتفاع درجات حرارة الأرض يساهم في زيادة تكرار وشدة الظواهر الجوية المتطرفة.
ويعكس المشهد المأساوي لاختفاء السيارة وقائدها في عمق المياه، الحاجة الماسة إلى تعزيز أنظمة الإنذار المبكر والبنية التحتية القادرة على مقاومة الكوارث الطبيعية.

