قدّم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أعقاب اتهامه لخطة باريس للاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها “تغذي معاداة السامية”. 

وفي الرسالة، شدّد ماكرون على أن “مكافحة العداء للسامية لا يجوز أن تُسيّس”، معتبرًا الاتهامات التي وجهها نتنياهو بأنها “مقيتة وخاطئة” وفقا لـ فايننشال تايمز

وجاءت هذه التصريحات في سياق حالة تدهور العلاقات بين البلدين، خصوصًا بعد إعلان فرنسا عن نيتها الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، وهو قرار تبنّته لاحقًا بريطانيا وكندا وأستراليا. من جهته، ردّ ماكرون بأن فرنسا كانت وما تزال ملتزمة بحماية مواطنيها اليهود، مؤكّدًا أن التحليل الذي يربط اعتراف فرنسا بفلسطين بارتفاع عدد الهجمات المعادية للسامية “خاطئ ومقيت ولن يمر دون رد” حسبما ذكرت صحيفة “الباس” الاسبانية.

وتوسّعت الرسالة لتشمل نقدًا لاذعًا لسياسات الحكومة الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث وصف ماكرون العمليات العسكرية بأنها “حرب دائمة قاتلة غير قانونية”، داعيًا إلى وقف إطلاق النار الفوري ووقف الاستيطان في الضفة الغربية، وفقا لـ فايننشال تايمز.

كما دعا ماكرون إلى مسار دبلوماسي لإحياء حل الدولتين، من خلال التفاوض على السلام بمشاركة المجتمع الدولي، بما في ذلك فرنسا، التي تعتزم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وأكد في الرسالة أن فرنسا تعمل بالتعاون مع شركاء إقليميين مثل قطر ومصر لدفع جهود وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمساعدات الإنسانية. وأضاف أن الكلمة الآن بيد إسرائيل لاتخاذ خطوة نحو التهدئة، مذكرة أنها لا تزال في موقع المسؤولية لتجنب عزلتها المتزايدة دوليًا 

وفي هذا السياق، يرى محللون أن هذه الرسالة تمثل نقطة تحول دبلوماسية، تعكس غضبًا أوروبيًا متزايدًا تجاه التوسع العسكري والسياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ومن ثم تحولاً في موازين التأثير على الصعيد الدولي.

الخلاصة: ماكرون وجه في رسالة رسمية انتقادًا واضحًا لسياسات نتنياهو، مؤكدًا أن مكافحة معاداة السامية لا يجب أن تُستغل لأغراض سياسية، وحثّ إسرائيل على إنهاء الحرب في غزة ووقف الاستيطان، والعودة إلى مسار السلام.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version