تتواصل في مدينة شرم الشيخ، جولات المفاوضات غير المباشرة بين حركة “حماس” ووفد الاحتلال الإسرائيلي، بمشاركة وسطاء إقليميين ودوليين، في إطار المساعي الرامية للتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء العدوان المستمر منذ عامين.
وأكدت القناة السابعة العبرية ، أن المحادثات الجارية تركز بشكل أساسي على “عمق الانسحاب الإسرائيلي من غزة”، في إشارة إلى إمكانية انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من كافة مناطق القطاع.
وفي تطور لافت، أعلنت حركة “الجهاد الإسلامي” مساء اليوم عن وصول وفد رسمي من الحركة إلى شرم الشيخ للمشاركة في المفاوضات، وذلك بالتزامن مع انضمام ممثلين عن “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” إلى فريق التفاوض.
وأكد مصدر قيادي في “الجهاد الإسلامي”، أن انضمام الفصائل الفلسطينية إلى المفاوضات جاء بترتيب مشترك مع حركة “حماس”، مشدداً على أن “الوفد الموحد معني بالوصول إلى اتفاق ينهي معاناة شعبنا ويوقف الإبادة الجماعية”، على حد وصفه.
وأضاف المصدر ، أن الفصائل الفلسطينية ستكون “أمينة على أولويات شعبنا”، مشيراً إلى أن أي اتفاق يجب أن يتضمن الانسحاب الكامل من غزة، ووقف العدوان، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
من جانبه، صرّح المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، طاهر النونو، بأن وفد الحركة قدّم “إيجابية ومسؤولية” ساهمت في إحراز تقدم في المفاوضات، مضيفاً أن الأجواء بين الوفود تسودها “روح بناءة وتفاؤل حذر”.
وأوضح النونو، أن جلسات اليوم تناولت بشكل أساسي آليات تنفيذ وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال، وتبادل الأسرى، كاشفاً عن تبادل كشوفات بأسماء الأسرى بين الطرفين، في خطوة رآها مراقبون مؤشراً على تقارب فعلي في وجهات النظر.
وفي سياق متصل، رحبت مصادر عربية بالدور المحوري الذي تلعبه مصر وقطر في تيسير المفاوضات، وأشادت بالجهود المتواصلة التي تهدف إلى التوصل لاتفاق يضع حداً لمعاناة المدنيين ويفتح الباب أمام إعادة إعمار غزة وعودة النازحين.
وتستمر المحادثات في شرم الشيخ وسط ترقّب محلي وإقليمي ودولي، في ظل مؤشرات أولية على إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب ويعيد الاستقرار إلى قطاع غزة.