شهدت بلدة ود رملي الواقعة شمال العاصمة السودانية الخرطوم كارثة طبيعية جديدة بعدما اجتاحت مياه الفيضانات المنطقة، مما أدى إلى خسائر واسعة في الممتلكات وإجلاء مئات الأسر المتضررة.

وأكدت قوات الدفاع المدني السوداني أنها تمكنت من إجلاء أكثر من 500 أسرة من البلدة المنكوبة، بعد أن غمرت المياه عدداً من المنازل والطرق الرئيسية، ما تسبب في شلل تام للحركة وصعوبات في وصول المساعدات الإنسانية إلى بعض الأحياء. 

وشددت السلطات على أن عمليات الإنقاذ ما زالت مستمرة، محذرة السكان في المناطق المجاورة من احتمالية امتداد الفيضانات في الساعات القادمة.

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الزراعة السودانية أن البلاد تشهد حالياً ارتفاعاً كبيراً في منسوب النيل الأزرق، وذلك بالتزامن مع اكتمال امتلاء بحيرة سد النهضة الإثيوبي، الأمر الذي زاد من حجم الضغوط المائية على مجرى النهر في اتجاه العاصمة. 

وأضافت الوزارة أن الأمر يتزامن أيضاً مع زيادة غير مسبوقة في إيراد النيل الأبيض، ما جعل الوضع أكثر تعقيداً ويثير مخاوف من موجة فيضانات جديدة قد تطال مناطق أخرى على امتداد مجرى النهر.

وحذرت جهات حكومية من أن استمرار ارتفاع المناسيب قد يعرض مناطق واسعة في ولايات الخرطوم والجزيرة ونهر النيل لمخاطر جسيمة، مشيرة إلى أن الفرق الميدانية تعمل على تقييم الأوضاع بشكل عاجل لتحديد حجم الخسائر وتأمين المرافق الحيوية، بما في ذلك الطرق والجسور ومشروعات الري الزراعي.

من جانبهم، أطلق ناشطون ومتطوعون في العمل الإنساني نداءات استغاثة لتوفير المأوى والغذاء والدواء للعائلات التي تم إجلاؤها، مؤكدين أن مئات الأسر تقيم حالياً في مراكز إيواء مؤقتة تفتقر إلى الخدمات الأساسية.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الجدل حول التداعيات البيئية والإنسانية لسد النهضة الإثيوبي، حيث يرى خبراء أن اكتمال تخزين المياه في بحيرته الضخمة أسهم بشكل مباشر في زيادة المخاطر على السودان، خاصة مع التغيرات المناخية وكثافة الأمطار في الهضبة الإثيوبية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version