من المؤكد أن الساحة الفنية الحالية تعكس المرحلة التي نعيشها والتي أظهرت تغييرات وسلبيات ما بعد ما عرف باسم الربيع العربي.

ففي زمن السوشيال ميديا والحرية غير المسؤولة أصبح الواقع المصرى يشهد فترة ربما أكون من أخطر الفترات التى تهدد الاستقرار المجتمعي والسلام الاجتماعي . الواضح ان من يشكلون قيم هذه المرحلة هم من يعتلون منصات التواصل الاجتماعي والميديا الخاصة أو بمعنى أصح الفضائيات الحديثة والقنوات الممولة والمدفوع لها من دول وجهات متعددة . 

نظرة واحدة على ما تفرزه هذه الساحات تجعلك على يقين بضرورة ان تمسك بيدك وبكل قوة على ما تبقى من قيم واخلاقيات مصرية ، فما تراه وتسمعه يمثل انذار لكل مصري بأن يأخذ باله من عياله أو بالبلدي كده مترمش عينك بعيد عن أسرتك لأن المخطط أخطر وأسوأ مما تظن. لم تعد الحرب كما كنا نعرفها جيوش تلتقى فى معركة  أو معارك ومن يكتب له الفوز يسطر أناشيد وعبارات النصر ، الحرب الان صارت تدار بالوكالة وبأساليب متفرقة أهمها السوشيال ميديا ، ذلك المعول الذى زرعه الغرب فى منطقة الشرق الأوسط ليصبح سوسا ينخر فى قيمنا وموروثاتنا واخلاقنا . الحرب الحديثة لا تستهدف مواجهة جيوش ولكنها تعمل بقوة على القضاء على شعوب وتدمير قيمها والأصول التي تربت عليها ، الحرب الحديثة لم تترك وسيلة إلا واستخدمتها ومن بين وسائلها القوية استخدام الرموز والقوى المؤثرة امتدادا لاختيار ما يعرف بالنخبة . 

الحرب الحديثة سعت وستسعى الى جعل الجيل الحالي والاجيال القادمة بلا قدوة هادفة وستجعل توافه البشر هم من يقومون بدور القدوة والنبراس لهذه الأجيال المأسوف عليها والمحزون على مستقبلها . الحرب الحديثة خلقت قامات من ورق وقش وجعلتهم هم من يمثلون مرجعيات واخلاقيات الجيل الحالى الذى يلهث لمتابعة هذه الفئة ويقوم بتقليدها فى كل شيء ملبس،  ونيو اوك،  وسلوكيات . الحرب الحديثة تجرف المنطقة من كل ما هو أصيل وتدمر ما تبقى منه وتستقطب اجيالا لا تجد ما تتمسك به وما يجعلها تعيد النظر فى اختياراتها وانتماءاتها . الحرب الحديثة حربا ضروسا لجأ اليها الغرب طمعا فى ثروات الشرق وتجريد عقول أبنائه حتى يصبحوا تابعا بلا هوية ولا أساس وبالتالي يسهل تشويه أفكاره ومعتقداته بل وانتماءاته وولاءاته ووجهته كلها . 

الحرب الحديثة اتضحت فى جملة قالها فنان يشهد الكل له بالتميز والذكاء والتفرد فى اختيار كلماته وطريقته فى الغناء والتواجد على الساحة ، قال الفنان “أنا مش كيس شيبسي” وبهذه الجملة صدر الى الشاشة التفكير الغربى فى منطقتنا بأنهم يرونها سلعة قابلة للعرض والطلب والبيع والشراء . ليست جملة عادية ولكنها منظور غربي حديث للشرق الأوسط بعد تداعيات حرب غزة ومتطور اسرائيل الجديد وسعيهم لفرض واقع إسرائيل الكبرى علي الأرض.

بين كلمة الفنان والسياسة الحديثة الغربية رابط يشبه ما يسمى بالإنجليزية “اللينك” فهو ما يجعلك تفتح هذا الرابط وتطلع على ما بداخله وعليك ان تنتظر المزيد من الروابط التي يبثها الغرب بطريقة ” السم فى العسل” . 

كيس الفنان والفن والمنظور الغربي لمنطقتنا يمثل ناقوس خطر بلاغ الى الكل بأن ندرك ما يخططه لنا الغرب من مكائد وخطط لجرنا الى حرب من نوع آخر تجعل منهم هم الفائزين فيها إذا لم ندرك كيفية مواجهة مخططاتهم والتصدي لمكائدهم وحيلهم الخبيثة . 

لا تأكلوا من الكيس ولا تفتحوه؛ لأن بداخله سم قاتل وثعابين فتاكة وخيوط عناكب طويلة التراكيب والتعقيد وكلهم هدفهم واحد المواطن المصري لأنهم يعلمون أن مصر رمانة الميزان وشعبها هم حائط الصد لأية مكائد وخطط استعمارية جديدة ولذا فهم يشحذون جهودهم لمليء أكياس كثيرة بكل ما فيه تدمير وفناء المنطقة الشرق أوسطية ونهب خيراتها وتركيع ناسها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version