بعد أن اعتبرت إسرائيل خطوة اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية، بمثابة تعزيز للإرهاب؛ وجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، خطابا إلى الرأي العام الإسرائيلي، في مقال خاص عبر صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

وقال ستارمر: “أدعو إلى إنهاء الحرب والإفراج الفوري عن جميع الرهائن، إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس مكافأة لإرهاب حماس التي لن تكون جزءا من الحكومة الفلسطينية”.

أعلم أن قراري بالاعتراف بالدولة الفلسطينية سيثير قلقًا وغضبا لدى الكثيرين في إسرائيل، لذا، وبصفتي صديقا لإسرائيل، أود أن أشرح هذا القرار، ولماذا أعتقد أنه خطوة حيوية نحو السلام وتطبيع علاقات إسرائيل مع جيرانها والمنطقة ككل.

أولاً، أود أن أقول إن معاناة المخطوفين لا تفارق ذهني، التقيتُ بعائلات المخطوفين البريطانية، وأشهد التعذيب الذي يتعرضون له يوميًا، ومن خلال عائلتي الممتدة في إسرائيل، أُدرك الألم العميق والمعاناة النفسية التي اتسم بها العامان الماضيان، منذ الهجوم الفظيع الذي شنته حماس في 7 أكتوبر.

لذلك، أكرر مطالبتي بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المختطفين، وسنواصل دعم كل جهد لإعادتهم إلى ديارهم، وأعتقد أن مفاوضات وقف إطلاق النار واتفاقية سلام طويل الأمد ستُقرّب يوم إطلاق سراحهم.

إن استمرار المنطقة في مسارها الحالي من العنف والمعاناة المتفاقمة؛ لا يخدم أحدًا، الألم والمعاناة في إسرائيل لا يُطاقان، الموت والدمار والجوع في غزة لا يُطاقان، يجب أن ينتهي هذا الوضع، أحث الحكومة الإسرائيلية على وقف الهجوم وإغراق غزة بالمساعدات.

يستحق الأبرياء من جميع الأطراف فرصةً لإعادة بناء حياتهم. يجب أن نغيّر مسارنا. برأيي، لن يتحقق سلام دائم إلا عندما تكون إسرائيل آمنةً ومستقرةً، ودولة فلسطينية مستقرة إلى جانبها. حاليًا، لا نملك أيًّا منهما.

لهذا السبب، نعمل على بناء توافق في الآراء مع قادة المنطقة وخارجها حول إطار عملنا للسلام. هذه ليست خطة سلام منافسة، بل خطة أوسع نطاقًا تهدف إلى توحيد الشعوب – إسرائيل والدول العربية والولايات المتحدة وغيرها – حول رؤية مشتركة، وسلسلة من الخطوات التي يمكن أن تنقلنا من وقف إطلاق النار في غزة إلى مفاوضات لإنهاء الصراع بشكل دائم.

وفي هذا الإطار، اعترفنا بدولة فلسطينية، لا يمكن إحراز تقدم نحو السلام والتطبيع، دون الاعتراف بدولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، ينبغي أن يكون الأمر واضحًا: الاعتراف ليس فقط دعما لمبدأ الدولتين، بل هو أيضا رفضٌ للمتطرفين الذين يحلمون بتدمير دولة إسرائيل، ولمن يسعون إلى تهجير السكان الفلسطينيين.

لمن يدّعي أن هذا الحل مكافأة لإرهابيي حماس؛ سأشرح لماذا هو ليس كذلك، إن دعوتنا لحل حقيقي قائم على دولتين، هي نقيض رؤيتهم البغيضة تماما، هذا يعني أن حماس لن يكون لها دور في المستقبل، لا في الحكومة ولا في الأمن. 

لقد حظرت بريطانيا حماس، وفرضت عليها عقوبات كمنظمة إرهابية، ونحن غير راضين عن ذلك، لقد أمرتُ بالعمل على فرض المزيد من العقوبات على كبار قادة حماس خلال الأسابيع المقبلة.  

لمن يخشون أن تُشكّل الدولة الفلسطينية تهديدًا لإسرائيل؛ أؤكد لكم أننا سنعمل مع شركائنا حول العالم لضمان عدم حدوث ذلك، موقفنا واضح: يجب أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، ولن يكون لها جيش أو سلاح جو، وقد أيّد الرئيس عباس هذا المبدأ بنفسه، بالإضافة إلى الإصلاح الجذري للسلطة الفلسطينية. 

ولمن يخشون فوز حماس في الانتخابات واستيلائها على الضفة الغربية؛ موقفنا واضح: لن يُسمح لأي حزب بالتنافس في الانتخابات الفلسطينية ما لم يتبنَّ مبدأ السياسة اللاعنفية.

الآن هو الوقت المناسب لتغيير المسار ، والعودة إلى طريق السلام، نريد أن نرى مستقبلاً يعيش فيه الناس العاديون بلا عنف وإرهاب، مستقبلاً تتمتع فيه إسرائيل بعلاقات طبيعية مع جميع جيرانها، بما في ذلك دولة فلسطينية مستقرة وسلمية، مستقبلاً تزدهر فيه إسرائيل بأمن وسلام.

أود أن أعمل مع إسرائيل للحفاظ على هذا الأمل، وبهذه الروح، أتمنى للجميع عامًا جديدًا مليئًا بالسلام والصحة والسعادة، عام جديد سعيد وجميل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version