لم يكن الأمر سهلاً على داستن موسكوفيتز، المؤسس المشارك لشركة ميتا Meta من التعامل مع مهامه الكبيرة كمدير تنفيذي عليه العمل والتواصل مع عدد كبير من الناس وهو ممن يتمتعون بشخصية انطوائية، فكان لزاماً على ارتداء قناع “الانفتاح” الأمر الذي أرهقه.

بصراحة تحدث عن مصاعب القيادة، واعترف بأن 13 عاماً من العمل كرئيس تنفيذي كانت “مرهقة”.

موسكوفيتز، أحد المؤسسين الأصليين لشركة ميتا (فيسبوك سابقاً)، شارك في تأسيس هذه المنصة الاجتماعية عام 2004 إلى جانب مارك زوكربيرغ، وإدواردو سافرين، وكريس هيوز، وأندرو ماكولوم.

بعد مغادرته فيسبوك عام 2008، احتفظ بحصة تزيد قليلاً عن 8%، مما جعله مليارديراً بثروة صافية بلغت 12 مليار دولار، وفقاً لأحدث بيانات فوربس. ثم أصبح مؤسساً مشاركاً ورئيساً تنفيذياً لمنصة “أسانا” لإدارة الأعمال في العام نفسه.

رحل موسكوفيتز عن منصب الرئيس التنفيذي لشركة أسانا في وقت سابق من هذا العام، وانتقل إلى منصب رئيس مجلس الإدارة، مع احتفاظه بحصة 53% من أسهم الشركة القائمة، موزعة بين أسهم من الفئة أ و ب.

في حلقة من بودكاست “ستراتشري” Stratechery لبن تومسون، كشف الملياردير مؤخراً عن تجربته كرئيس تنفيذي لشركة أسانا، مع تمتعه بشخصية انطوائية.

يقول موسكوفيتز خلال الحلقة: “لا أحب إدارة الفرق، ولم تكن تلك نيتي عندما أطلقنا أسانا Asana”.

“كنت أنوي أن أكون مستقلًا أو رئيساً لقسم الهندسة أو ما شابه. ثم تتابعت الأحداث، وأصبحت الرئيس التنفيذي لمدة 13 عاماً، ووجدت الأمر مُرهقاً للغاية”.

ويصف نفسه: “أنا انطوائي، وكان عليّ أن أضع هذا الوجه الرحب للرئيس التنفيذي يوماً بعد يوم، ثم في البداية كنت أقول، سيصبح الأمر أسهل، وستصبح الشركة أكثر نضجاً”.

ويكمل “ثم أصبح العالم أكثر فوضوية، رئاسة ترامب الأولى والوباء وكل ما يتعلق بالسباق لإنجاز الأمور، جعل الأمر أقل بكثير من بناء الشركة، فكونك رئيساً تنفيذياً يعني المزيد من التفاعل مع المشكلات والقيام بمهام كثيرة، الأمر الذي يزيد الضغط”.

قادة انطوائيون

يصف العديد من قادة الأعمال البارزين أنفسهم بأنهم انطوائيون، بدءاً من مارك زوكربيرغ مؤسس ميتا، وصولاً إلى بيل غيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، ووارن بافيت، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة بيركشاير هاثاواي.

سوزان كين، مؤلفة كتاب “الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام”، تقول بأن الانطوائيين غالباً ما يُهملون في المناصب القيادية، وأنهم يزدهرون أكثر في بيئات أكثر هدوءاً وأقل تحفيزاً.

وتضيف أن الانطوائيين لديهم بعض السمات الخفية التي تجعلهم مناسبين تماماً للمناصب القيادية، بما في ذلك قلة المخاطرة، وكونهم أكثر إبداعاً، ومهارة أفضل في حل المشكلات.

ووفق كين فإن القادة الانطوائيين قد يكونون “بطيئين” و”حذرين” عند اتخاذ القرارات، مما يساعدهم على تجنب التسرع أو التهور.

كما أنهم يميلون إلى البحث عن العزلة أكثر، وهو ما يُعد “محفزاً حقيقياً للإبداع”، بحسب كين.

وتشرح كين: “هذا الهيكل المزدوج لكيفية نظرتنا إلى الشخصية يؤدي إلى هدر هائل للمواهب والطاقة والسعادة. علينا أن نعتمد نهجاً أكثر توازناً بين الأسلوبين”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version