قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك: إن الوضع في غزة تجاوز مرحلة الكارثة الإنسانية، حيث يجتمع العنف والمجاعة وانعدام الأمن معًا.

وقد أظهر تحقيق استقصائي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن شركة الأمن الخاصة التي تتولى تأمين مواقع توزيع المساعدات في قطاع غزة، وظفت عدد من أعضاء جماعة “إنفيديلز” (أو “الكُفّار” بالعربية) للدراجات النارية، وهي جماعة أمريكية متطرفة معروفة بعدائها للمسلمين. وكشف التحقيق أن عشرة أعضاء على الأقل من هذه الجماعة يعملون ضمن طواقم الأمن التابعة للشركة في غزة، بينهم سبعة يشغلون مناصب قيادية.

 جماعة “إنفيديلز” وتوزيع المساعدات
وتأسست جماعة “إنفيديلز” في عام 2006، وتتبنى أيديولوجية تعتبر نفسها امتدادًا لـ”الصليبيين المعاصرين”، وتستخدم رموزًا مستوحاة من الحروب الصليبية، مع نشرها المتواصل لخطاب كراهية ضد المسلمين على منصاتها الرقمية.

وبحسب مستندات داخلية وتسريبات حصلت عليها “بي بي سي”، فإن أكثر من 40 من بين نحو 320 متعاقدًا مع الشركة هم من منتسبي هذه الجماعة. وقد ظهرت صور لبعضهم في غزة يرفعون شعارات استفزازية مثل “لنجعل غزة عظيمة مجددًا”، فيما يروج آخرون لمنتجات تحمل عبارات عنيفة أو ذات دلالات تاريخية عدائية للمسلمين.

من جهتها، دافعت الشركة عن ممارساتها التوظيفية، مؤكدة أن جميع العاملين يمرّون بإجراءات تحقق من الخلفية، وأن الشركة لا تميّز أو تستبعد المتقدمين بناءً على هواياتهم أو ارتباطاتهم الشخصية، طالما لا تؤثر على أدائهم المهني.

 قلق دولي من نظام التوزيع
في المقابل، عبّرت منظمات حقوقية عن قلقها البالغ، من الاستعانة بعناصر من جماعة متطرفة في عمليات إنسانية واعتبرته “أمر خطير يفاقم التوترات ويهدد سلامة المدنيين”.

تزامن تحقيق “بي بي سي” مع تحذيرات سابقة للمفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، حيال نظام توزيع المساعدات الحالي في غزة. فقد أعلن لازاريني أن مراكز المساعدات تُدار من قبل “مرتزقة”، من بينهم ما وصفهم بـ”عصابات معادية للمسلمين”.

وقال لازاريني في منشور عبر منصة “إكس”: “قُتل ما لا يقل عن ألفي شخص يائس وجائع أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية”. وشدد المسؤول الأممي على أن مواجهة المجاعة في القطاع تتطلب “وصولاً آمنًا ومنتظمًا وبشكل واسع النطاق إلى المحتاجين أينما كانوا. كما أكد أن الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا وشركاؤها، “تملك الموارد والخبرة الكافية، لكن يجب أن يُسمح لها بأداء عملها”.

فخ الموت
كان الكيان الصهيوني قد دشّن آلية بديلة لتوزيع المساعدات عبر ما يُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، بدعم من الولايات المتحدة، الأمر الذي رفضته الأمم المتحدة والفلسطينيون الذين وصفوها بأنها “فخ موت”.

هذا، ويواصل الكيان الصهيوني منذ الثاني من شهر مارس إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول الغذاء والدواء والإمدادات الإنسانية، الأمر الذي دفع القطاع إلى حافة المجاعة، رغم تكدّس شاحنات المساعدات على حدوده. وتجدر الإشارة إلى أن المئات من المدنيين بينهم أطفال ونساء، لقوا مصرعهم في محيط مواقع توزيع المساعدات منذ مايو.

بدوره، أكد مرصد الأزهر أن الوضع في غزة تجاوز مرحلة الكارثة الإنسانية، فاليوم يجتمع العنف والمجاعة وانعدام الأمن معًا، وما يفاقم الوضع أن نظام توزيع المساعدات غير إنساني ويفتقر إلى الفعالية والتنظيم.

 ومن ثم شدد المرصد على أن الأوضاع الحالية تفرض على المجتمع الدولي إيجاد معالجة جذرية تضمن رفع الحصار والسماح للأمم المتحدة بالعمل بحرية وأمان لتوزيع المساعدات وإنقاذ الأرواح. 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version