دعت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي إدارة الولايات المتحدة إلى اتخاذ خطوة فورية بتصنيف قوات الدعم السريع السودانية (RSF) كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO)، في ضوء ما وصفوه بـ «أعمال الإرهاب والفظائع» التي ارتكبتها هذه القوات في دارفور وأجزاء أخرى من السودان.

وأشار السناتور الجمهوري جين ريشس رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إلى أن «ما حصل في الفاشر لم يكن حادثاً عابراً، بل كان خطة ممنهجة من RSF لزرع الإرهاب وترويع المدنيين». 
وفي السياق ذاته، أكدت السناتورة الديمقراطية جين شاهين أنها من المحتمل أن تدعم هذا التصنيف، لكنها شدّدت على أهمية استكمال تحليل دقيق قبل المضي قدماً في القرار.

يأتي هذا التحرك في ظل حرب داخلية اندلعت بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية في أبريل 2023، زادت من المعاناة الإنسانية، وخلّفت عشرات الآلاف من القتلى وملايين النازحين.

من جهة أخرى، سبق لوزارة الخارجية الأمريكية أن أعلَنت أن القوات المعنية ارتكبت جرائم إبادة جماعية في دارفور، وفرضت عقوبات على قائد الدعم السريع  محمد حمدان دقلو المعروف باسم «حمِيدتي»، وشركات مرتبطة به داخل دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويتضمن مقترح التصنيف تخصيصًا من ضمن مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2026 (NDAA)، قدمه السناتور Risch، يُلزِم وزارتي الخارجية والخزانة بالإضافة إلى وزارة العدل بإجراء تقييم خلال 90 يومًا حول ما إذا كانت قوات الدعم السريع تستوفي معايير التصنيف كمنظمة إرهابية أجنبية.

من جهة الولايات المتحدة، تصنيف FTO يعني قيودًا قانونية على الدعم المالي أو اللوجستي للجماعة، ومنع أعضاءها من دخول الأراضي الأمريكية، كما يلحق بها أثر واسع دولياً.

لكن هناك تحديات معوّقة، أبرزها المخاوف من أن هذا التصنيف قد يعقّد جهود الوساطة الأمريكية في السودان أو يُفسّر كمساس بمسار التفاوض مع أطراف النزاع، بحسب تحليل لمراكز سياسة.

و يبدو أن تحوّلاً في سياسة واشنطن تجاه السودان يتبلور من “عقوبات محدودة” إلى “تصنيف إرهابي” يمكن أن يغير قواعد اللعبة وإذا ما اعتمد هذا التصنيف، فسيكون بمثابة رسالة دولية قوية ضد ما تُعتبره الولايات المتحدة جرائم المنظمة، وردع الداعيه. ومع ذلك، يبقى التنفيذ مرتبطاً بحسابات سياسية وإقليمية دقيقة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version