يتساءل كثير من المصلين عن ما إذا كان من يصل إلى المسجد يوم الجمعة في اللحظات الأخيرة من الصلاة، ولم يدرك إلا التشهد مع الإمام، هل يكتب له ثواب الجمعة أم لا؟ ومن المعلوم أن التبكير لصلاة الجمعة سنة مؤكدة وعبادة عظيمة، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاغتسال والتطيب والتبكير إلى المسجد قبل صعود الخطيب المنبر، وذلك لما في هذا العمل من أجر كبير وفضل عظيم، غير أن البعض قد يحول بينه وبين ذلك النوم المتأخر أو ظروف أخرى طارئة، فيضطر إلى اللحاق متأخرا.

وفي بيان هذه المسألة، تحدث الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، موضحا أن من أعظم فضائل الجمعة أن يحرص المسلم على الوصول قبل بدء الخطبة، لأن الملائكة تكتب أسماء الداخلين حتى يصعد الخطيب على المنبر، فإذا بدأ الإمام خطبته أغلقت الملائكة صحفها، مما يعني أن من جاء بعد ذلك لا يكتب له فضل التبكير، وإن كان له ثواب أداء الجمعة نفسها إذا أدركها.

وتابع عاشور أن سؤالا ورد إلى دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية يتعلق بمصلي دخل المسجد ولم يدرك إلا التشهد الأخير، فهل تحسب له الجمعة؟ فأجاب بأن أقل ما يدرك به المصلي صلاة الجمعة أن يدرك ركعة مع الإمام، وتتحقق بإدراك الركوع في الركعة الثانية، حتى ولو قال تسبيحة واحدة ثم رفع مع الإمام، ففي هذه الحالة تحتسب له الجمعة كاملة. أما إذا دخل فوجد الإمام في السجود أو في التشهد الأخير فقط، فلا يكون قد أدرك الجمعة، وعليه أن ينويها صلاة الظهر ويصليها أربع ركعات، وليس ركعتين كما يظن بعض الناس، فهذا فهم خاطئ يخالف الصحيح من الفقه.

وأضاف عاشور أن الوضوء ليوم الجمعة فيه أجر عظيم، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: «من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام». 

وهذا يدل على أن الوضوء يكفي لصلاة الجمعة، بينما الغسل فهو سنة مؤكدة ومستحب لمن أراد تحصيل الأجر الأكمل.

وبذلك يظهر جليا أن التبكير لصلاة الجمعة من أعظم القربات، وأن إدراك ركعة واحدة مع الإمام يعد إدراكا للجمعة، أما من لم يدرك الركعة الثانية بركوعها فقد فاتته الجمعة، ويصليها ظهرا أربع ركعات كما هو الحكم الشرعي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version