ورد سؤال من شخص يسأل: هل تغني صلاة الشروق عن صلاة الضحى؟.. وأجاب العلماء بأن صلاة الإشراق هي صلاة الضحى في أول وقتها، والأفضل فعلها عند ارتفاع الضحى واشتداد الرمضاء؛ لقول النبي ﷺ: “صلاة الأوابين حين ترمض الفصال”، رواه مسلم في “صحيحه”.
والمعنى: حين تحتر الشمس على أولاد الإبل، وهذا هو معنى ترمض الفصال، ومعنى ترمض أي: تشتد عليها الرمضاء.
الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى
الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى، فقد ورد أن صلاة الضحى هي نفسها صلاة الشروق، ولكنها تسمى صلاة الشروق إن صليت بعد شروق الشمس وارتفاعها قدر رمح، وتسمى صلاة الضحى إن كانت بعد ذلك الوقت، وتسمى أيضا: صلاة الأوابين، وهي صلاة تؤدى بعد ارتفاع الشمس قيد رمح، وقيل بعد مضي ربع النهار.
وصلاة الضحى أحد أنواع صلاة النفل، وحكمها أنها سنة مؤكدة عند الجمهور، خلافا للقول بأنها مندوبة في مذهب أبي حنيفة، وأقلها ركعتان، وأوسطها أربع ركعات، وأفضلها ثماني ركعات، وأكثرها اثنتا عشرة ركعة.
ومن حيث كونهما من النوافل فلا فرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى، فقد داوم عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحث عليها الصحابة –رضوان الله تعالى عنهم–، فقد روي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قوله: «أوصاني خليلي بثلاث: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وألا أنام إلا على وتر، وسبحة الضحى في السفر والحضر»، وقد ورد في صلاة الضحى أسماء أخرى، منها: صلاة الإشراق.
ويمكن تمييز الفرق بينهما بأن صلاة الضحى قد سميت بصلاة الإشراق بسبب وقت صلاتها، كما سميت بصلاة الأوابين، والأوابون هم التوابون، وقد جاء في الصحيح من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى».
في حديث النبي: “من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله عز وجل حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين؛ كانت له كأجر حجة وعمرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تامة تامة”، إذن هنا يكمن الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى، فهي كصلاة الضحى، لكن الفرق أن الشروق: أن تصلي الفجر في جماعة وتظل في مجلسك تذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم تصلي ركعتي الشروق، وهي أفضل من أن تصلي الضحى حين يشتد وقوف الشمس.