أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد من أحد المواطنين من مركز دمنهور يدعى سعيد، والذي استفسر فيه عن حكم الشرع في الأحلام السيئة، وهل يُحاسب الإنسان عليها.

وخلال تصريحات تلفزيوينة أوضح شلبي أن الأحلام لا تدخل ضمن أفعال الإنسان الاختيارية، فلا سلطان له عليها ولا قدرة له على التحكم في مضمونها أو تفاصيلها، وبالتالي لا يترتب عليها أي إثم شرعي، لأن مبدأ المحاسبة قائم على الفعل المقصود والعمدي، لا على ما يجري في عالم المنام.

وبين أن هناك ضوابط واضحة في الشرع فيما يخص الإثم، فالإنسان يحاسب على أفعاله التي يدرك حرمتها ويقصد فعلها بإرادته الكاملة، أما ما يحدث أثناء النوم فليس للمرء فيه اختيار، ولذلك رُفع القلم عن النائم، فلا يُكتب عليه ذنب أو معصية بسبب ما يراه في أحلامه.

كما شدد شلبي على أنه لا ينبغي للإنسان أن ينشغل بما يشاهده في المنام، وخاصة إذا كان من الأحلام السيئة، لأنها لا تقدم ولا تؤخر ولا تغير من الواقع شيئًا، بل الأفضل أن يتجاهلها وألا يكثر من التفكير فيها.

 وأكد أن الشرع قد وضع للمسلم منهجًا واضحًا للتعامل مع الرؤى المختلفة: فإذا رأى رؤية حسنة فليحمد الله عليها، وإذا ابتُلي بأحلام مزعجة أو سيئة، فعليه أن يستغفر الله تعالى، ويستعيذ به من شرها، وألا يتحدث بها للناس حتى لا تُؤثر في نفسه أو فيمن حوله.

وأشار إلى أن الإنسان طبيب نفسه كما يقال، فعليه أن يتعامل مع ما يراه بعقل وهدوء، وأن يفرق بين ما هو مجرد حلم عابر لا قيمة له، وبين الرؤى الصادقة التي قد تحمل بشرى أو رسالة، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الأصل في الأحلام أنها ليست مجالًا للمحاسبة أو المؤاخذة، لأنها تقع خارج إرادة الإنسان.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version