حينما يتوافد الجمهور يوميًا على مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء ليستمتع بالأصوات العذبة والأجواء الساحرة، قد لا يدرك الكثيرون أن هناك فريقًا يعمل في صمت، يضمن لهم رحلة مريحة وتجربة متكاملة منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم، إنهم رجال الإدارة العامة للشؤون الإدارية بدار الأوبرا المصرية، برئاسة محمد مجاهد سليمان، الذين يستحقون عن جدارة لقب “الجنود المجهولون” للمهرجان.

تبدأ مهمتهم مع وصول الجمهور إلى بوابات القلعة، حيث يشرفون على تنظيم انتقالهم بوسائل نقل مخصصة تضمن الراحة والانسيابية، ثم يتابعون وصولهم إلى المقاعد المجهزة، بحيث يعيش الزائر لحظات فنية مميزة بعيدًا عن أي عناء، ولا ينتهي الدور عند ذلك، بل يستمر حتى مغادرة الحفل، في مشهد يعكس دقة التنظيم واهتمام الأوبرا براحة جمهورها، ولا يقتصر دور الإدارة على ذلك، بل يمتد ليشمل كل التفاصيل التي تضمن للجمهور تجربة ثقافية وفنية متكاملة، بداية من الاستقبال وحتى مغادرتهم الحفل في أجواء منظمة وآمنة.

كما تتحمل الإدارة مسؤولية لوجستية لا تقل أهمية، وهي نقل العاملين من دار الأوبرا إلى القلعة يوميًا، ثم إعادتهم بعد انتهاء العروض، بما يضمن انتظام العمل وتوفير بيئة مهيأة للعطاء الفني والتنظيمي على حد سواء.

وبفضل خبرتهم المتراكمة وقدرتهم على التعامل مع التفاصيل الدقيقة، أثبت رجال الإدارة العامة للشؤون الإدارية أنهم الركيزة الأساسية لنجاح المهرجان، فهم لا يظهرون على خشبة المسرح ولا يتصدرون المشهد الإعلامي، لكن جهودهم الصامتة هي التي تجعل من مهرجان القلعة أيقونة جماهيرية متجددة كل عام.

وعلى صعيد المهرجان نفسه، فقد أصبحت دورة هذا العام حدثًا فنيًا وثقافيًا بارزًا، إذ يشارك فيها نخبة من نجوم الغناء في مصر والوطن العربي، من بينهم مدحت صالح، علي الحجار، إيهاب توفيق، خالد سليم، مصطفى حجاج، والشيخ ياسين التهامي ونجله محمود التهامي، إلى جانب عدد من الفرق العالمية مثل فرقة “لاثونا جايتيرا” الكولومبية التي قدمت فنون الجايتا التراثية، هذا التنوع بين الطرب المصري الأصيل والفلكلور العالمي يعكس الرسالة التي يسعى المهرجان إلى ترسيخها، وهي أن مصر تظل منارة للفن ومركزًا للتلاقي الثقافي.

إن نجاح مهرجان القلعة في دورته الثالثة والثلاثين لا يُقاس فقط بثراء برنامجه الفني أو الإقبال الجماهيري الكبير الذي يشهده، بل أيضًا بقدرة المنظمين على توفير بيئة متكاملة تُشعر الجمهور بالراحة والطمأنينة. 

وفي هذا السياق، يبقى رجال الإدارة العامة للشؤون الإدارية، بقيادة محمد مجاهد سليمان، علامة مضيئة تكتب في سجل الإنجازات، وإن كانوا يفضلون أن يبقوا خلف الستار، تاركين الأضواء لنجوم الفن، مكتفين برضاهم عن أداء واجبهم على أكمل وجه.

وبينما يواصل المهرجان رحلته الفنية حتى ختامه، يظل هؤلاء الرجال هم الأبطال المجهولون الذين لولاهم لما اكتملت الصورة الزاهية لهذا العرس الفني الذي ينتظره المصريون كل عام.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version