أكد وزير الزراعة الأردني الدكتور صائب خريسات، عمق العلاقات التي تجمع بين مصر والأردن، مشيرا إلى أنها علاقات وطيدة ومتجذرة على جميع المستويات، وتحظى بدعم ورعاية من القيادتين في البلدين، الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبدالله الثاني.

وأوضح العلاقات المصرية – الأردنية، تمثل نموذجاً في التعاون العربي، وتشهد تطورا مستمرا في مختلف المجالات، بما فيها القطاع الزراعي، الذي يعد من أهم روافد الأمن الغذائي في المنطقة.

وأضاف الوزير الأردني – في حوار مع مراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، عقب ختام أعمال الدورة الثامنة للجنة الفنية الزراعية المصرية الأردنية المشتركة – أن الاجتماعات شهدت بحث تأسيس شركات أردنية تابعة للقطاع الخاص في مصر لإنتاج البذور والمبيدات، كاستثمار أردني–مصري مشترك، من خلال دعم وتسهيل وزارتي الزراعة في البلدين.

وأكد أن هذه الشركات ستبدأ أعمالها قريبا، وستكون لها مردودات إيجابية على البلدين، سواء من حيث دعم الإنتاج الزراعي، أو تعزيز الأمن الغذائي، أو توفير فرص عمل جديدة، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتي ترجمة عملية لرغبة الجانبين في تعزيز الشراكة الاقتصادية الزراعية وتحقيق التكامل في سلاسل الإمداد الزراعي.

وأوضح خريسات، أن اللجنة الفنية المشتركة تعد آلية مهمة للتعاون الزراعي بين مصر والأردن، وتهدف إلى زيادة التبادل التجاري للمنتجات الزراعية، وإزالة المعوقات، وتشجيع الاستثمار الزراعي المشترك، وتعزيز التعاون في مجال الأمن الغذائي، مشيرا إلى أن اللجنة منبثقة من أعمال اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة برئاسة رئيسي وزراء البلدين، وتعقد بشكل دوري لمراجعة ما تم تحقيقه ومناقشة آخر المستجدات على الساحة الزراعية.

وأشار الوزير الأردني إلى أن الاجتماعات تناولت نقاط الاهتمام المشترك بين البلدين، وفي مقدمتها الثروة الحيوانية، وإنتاج البذور والاستثمارات الزراعية، وتبادل الخبرات والبحوث المشتركة، مؤكدا أنه تم الاتفاق على نقاط مهمة لتطوير الأصناف الزراعية والبذور والمبيدات، بما يعود بالفائدة على البلدين في تحقيق الأمن الغذائي واستدامة استخدام الموارد الزراعية، خاصة في ظل الشح المائي الذي يعانيه الأردن والتغيرات المناخية والمخاطر الزراعية التي تواجه المنطقة.

وأكد خريسات، أن العلاقات الأردنية المصرية في القطاع الزراعي علاقة تكاملية، موضحا أن حجم التبادل التجاري الزراعي بين البلدين يشهد تناميا ملحوظا؛ حيث تستورد الأردن من مصر الحمضيات والفاكهة والمحاصيل الزراعية مثل البطاطا، فيما تصدر إلى مصر بعض الخضروات والفواكه، في إطار علاقة تعاون وتكامل تصب في مصلحة الجانبين.

وشدد على عمق العلاقات بين قيادتي البلدين الشقيقين، مؤكدا أن العلاقات بين الملك عبدالله الثاني، والرئيس عبدالفتاح السيسي، تمثل أساساً صلباً للتعاون في مختلف المجالات، وأن النهضة التي تشهدها مصر في جميع القطاعات، تعد مفخرة لكل دول الإقليم والعالم العربي، وتثري التجربة الاقتصادية والزراعية العربية.

ولفت خريسات إلى أن الدورة الثامنة من اجتماعات اللجنة المشتركة جاءت لمتابعة ما تم تحقيقه خلال الدورات السابقة، وللتباحث حول التحديات الجديدة التي تواجه القطاع الزراعي، خاصة مع ما يشهده العالم من تغيرات مناخية قاسية، تحتم ضرورة تعزيز التعاون والعمل المشترك لمواجهة شح المياه والمخاطر الزراعية.

وأضاف الوزير الأردني أن الشراكة المصرية الأردنية في المجال الزراعي محل اعتزاز كبير من الجانبين، مثمنا الجهود المصرية في دعم التعليم الزراعي والبحوث التطبيقية، وكذلك الدور المحوري للجامعات المصرية في تأهيل الكوادر الأردنية والباحثين في مجالات الزراعة.

وأشاد خريسات بمشروعات الري والاستصلاح الزراعي في مصر، مؤكدا أنها تعد نماذج ناجحة وملهمة في إدارة الموارد المائية وتحقيق التوسع الزراعي، مشيرا إلى أن الاجتماعات التي عقدت بين الخبراء ورجال الأعمال كانت مهنية ومثمرة، وشهدت توافقا في معظم النقاط، ما أسهم في الوصول إلى حلول عملية وسريعة.

وشدد وزير الزراعة الأردني على أن الجانب الأردني حريص على دعم كل ما يعزز التعاون الزراعي مع مصر، مشيرا إلى حرص اللجنة على إشراك القطاع الخاص في اجتماعاتها، باعتباره شريكاً أساسياً في تحقيق التنمية الزراعية المستدامة، قائلا إن “اللجنة الفنية الزراعية المشتركة بين مصر والأردن، نموذج يحتذى به في التعاون العربي، ومرجع يمكن أن تستفيد منه الدول الأخرى في بناء شراكات ناجحة قائمة على التكامل والاحترام المتبادل”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version