أصبح الابتكار في العمل المناخي أداة استراتيجية حاسمة لمكافحة التغيرات المناخية، ودعم الانتقال العادل نحو مستقبل أكثر استدامة، وتستفيد منه على وجه الخصوص الدول الأكثر تضررًا من آثار التغيرات المناخية.

وبرزت أهمية مشاركة التكنولوجيا والابتكارات ونقل القدرات في مؤتمرات الأطراف المعنية بتغير المناخ منذ زمن، لكنه قد برز كأولوية خلال مؤتمرات الأطراف الأخيرة؛ خاصة مع الثورة التكنولوجية الهائلة وتطور الذكاء الاصطناعي، وتجلي الحاجة الماسة لإيجاد حلول مناخية مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية في المجالات المختلفة، ويبرز الابتكار أيضًا كأولوية في COP30.

أشكال الابتكار في الحلول المناخية

يظهر الابتكار في الحلول المناخية في عدة أشكال، نذكر منها:

قطاع الزراعة

يتجلى الابتكار في قطاع الزراعة عبر تعزيز الممارسات الزراعة واعتماد الأساليب التكنولوجية الحديثة وهناك بعض الوسائل المبتكرة الحديثة والتي بدأت في الانتشار، مثل أجهزة الاستشعار عن بُعد التي تُنبه المزارعين للطقس ومحتوى الأرض من المياه والأسمدة، ما يعزز قدرة المزارع على استخدام الموارد وتجنب الانبعاثات.

إضافة إلى ذلك، تساهم التكنولوجيا في تطوير سلالات جديدة من المحاصيل أكثر قدرة على تحمل الجفاف والحرارة والفيضانات.

التخطيط الحضري

يبرز الابتكار في المدن المستدامة، والتي يُطلق عليها مدن المستقبل؛ فهي قادرة على الصمود وتقديم حياة مستدامة لسكانها.

ويلعب الابتكار والتكنولوجيا دورًا محوريًا في ذلك، ويظهر في تطوير أنظمة تعزز توزيع المياه وتقلل من الكمية المهدرة وتغذية المباني والمنازل بالطاقة المتجددة، ودعم أنظمة النقل الذكية التي تستخدم مصادر الطاقة المتجددة بدلًا من الوقود الأحفوري، وتحويل الخدمات إلى الأنظمة الرقمية

أنظمة المياه

مع تفاقم الاحترار العالمي، تزداد حدة ندرة المياه، الأمر الذي يعود سلبًا على الكثير من الفئات السكانية حول العالم، وتظهر التكنولوجيا والابتكارات الحديثة كي تُسهل على البشر طرائق متنوعة للحصول على المياه العذبة عبر أنظمة تحلية المياه الذكية بدعم من الذكاء الاصطناعي، وأنظمة ذكية لتقليل هدر المياه وترشيد استهلاكها.

احتجاز الكربون

وتُعد تقنيات احتجاز الكربون وعزله من أكثر التقنيات رواجًا، ويشجعها الخبراء؛ إذ أنها تُساهم في عزل واحتجاز انبعاثات الغازات الدفيئة، ما يُخفف من وطأة الاحتباس الحراري في COP30

تهتم الرئاسة البرازيلية في COP30، بدعم الابتكار والتكنولوجيا وعرض المشاريع والابتكارات الملهمة والفعّالة حتى يستفيد منها الجميع، ومن المتوقع أن يبرز الاهتمام بالابتكار في عدة صور، منها:

منطقة الابتكار من أجل العمل المناخي

تبرز المنطقتان الخضراء والزرقاء في مؤتمرات الأطراف المعنية بتغير المناخ، لكن قد لا ينتبه الكثيرون من منطقة العمل المناخي وتُقام فيها العديد من الفعاليات المهمة مثل منتدى الابتكار المستدام، وقمة الانتقال نحو الهيدروجين. إضافة إلى أنها تُتيح مساحة للوفود والعلماء والمبتكرين لعرض ابتكاراتهم وأفكارهم.

التمويل من أجل الابتكار

تحتاج الابتكارات والتكنولوجيا إلى أموال هائلة من أجل دعمها وتوفيرها لجميع الفئات في كل المجتمعات، ولأنّ التمويل يبرز على طاولة مفاوضات COP30؛ فمن المتوقع أن يُفتح المجال لمناقشة الحصول على نسبة لتمويل الابتكار ونقلها إلى البلدان النامية والأقل نموًا.

 الحلول التكيفية

تأتي استراتيجيات التكيف مع التغيرات المناخية كأحد الحلول الواعدة لمكافحة الاحتباس الحراري، وهنا تبرز التكنولوجيا بأدواتها المبتكرة لدعم الفئات المجتمعية المختلفة، ويُعد COP30 مساحة ممتازة لمساعدة المجتمعات على مشاركة قصصهم وابتكاراتهم والتي قد تُفيد المجتمعات الأخرى.

يقترب COP30، والذي من المقرر عقده في بيليم بالبرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2025، ووضع اهتمام بالابتكارات والتكنولوجيا من شأنها أن تجعل المؤتمر أكثر فعالية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version