انطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي في دورته الخامسة بمدينة جدة السعودية مساء الخميس، مسجلاً حضوراً قوياً لنجوم السينما وصناعها من مختلف أنحاء العالم. ويركز المهرجان هذا العام على تعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي لصناعة الأفلام، مع تقديم برنامج متنوع يهدف إلى إلهام الجمهور ودعم المواهب السينمائية الناشئة. وقد افتتح المهرجان فعالياته بحفل تكريم لرواد السينما العالمية.

شهد حفل الافتتاح تكريم أربعة من أبرز الشخصيات في عالم السينما، وهم أسطورة السينما البريطانية مايكل كين، والممثلة الفرنسية جولييت بينوش، والمخرج الجزائري العالمي رشيد بوشارب، والمخرج ومصمم المشاهد الخطرة ستانلي تونج. يعكس هذا التكريم التزام المهرجان بتقدير الإبداع السينمائي من مختلف الثقافات والخلفيات.

تكريمات حفل الافتتاح تعكس التنوع السينمائي في مهرجان البحر الأحمر

أعرب مايكل كين عن سعادته بزيارة المملكة العربية السعودية للمرة الأولى، مشيراً إلى رحلته الطويلة في عالم السينما وفوزه بجائزتي أوسكار. وقد صعد إلى المسرح على كرسي متحرك، برفقة أحفاده الثلاثة، وسط تصفيق حار من الحضور.

من جانبها، أكدت جولييت بينوش أن التمثيل بالنسبة لها كان رحلة استكشافية داخلية، وأنها لم تركز كثيراً على أفلام الأكشن بل على الصراعات الداخلية للشخصيات التي تجسدها. وأضافت أن التمثيل ساعدها على الانفتاح والتواصل مع الآخرين.

أما المخرج الجزائري رشيد بوشارب، فقد استذكر ذكريات طفولته عندما زار والداه مدينة جدة في طريقهما إلى مكة المكرمة، معبراً عن ارتباطه العميق بهذه المدينة. وأشار إلى التحديات التي واجهت صناع السينما العرب في الماضي، ولكنه أعرب عن تفاؤله بالمستقبل.

وأوضح بوشارب أن المهرجان يمثل فرصة لخلق منصات خاصة لعرض الأفلام العربية ورواية القصص من منظور عربي، مؤكداً على أهمية التنوع الثقافي في صناعة السينما.

برنامج المهرجان ومشاركته العربية

يستمر مهرجان البحر الأحمر السينمائي حتى 13 ديسمبر، ويقدم برنامجاً غنياً يضم 111 فيلماً من حوالي 70 دولة. وتتضمن قائمة الأفلام 16 فيلماً في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة، من بينها ثلاثة أعمال عربية متميزة.

وتشمل الأفلام العربية المشاركة في المسابقة فيلم “هجرة” للمخرجة السعودية شهد أمين، وفيلم “نجوم الأمل والألم” للمخرج اللبناني سيريل عريس، وفيلم “غرق” للمخرجة الأردنية زين دريعي. ويعكس هذا التنوع في المشاركات العربية الاهتمام المتزايد بالسينما العربية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

بالإضافة إلى ذلك، يضم المهرجان برنامج “السينما السعودية الجديدة” الذي يهدف إلى دعم وتشجيع الجيل الجديد من المخرجين السعوديين، من خلال عرض أعمالهم في الأفلام الطويلة والقصيرة.

سوق البحر الأحمر يعزز التعاون الدولي

وعلى هامش المهرجان، تنطلق فعاليات “سوق البحر الأحمر” الذي يشهد مشاركة أكثر من 140 جهة عارضة من 32 دولة. ويهدف السوق إلى تسهيل التعاون بين الفنانين والمنتجين والموزعين، وتشجيع الاستثمار في صناعة الأفلام.

وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائية فيصل بالطيور أن اختيار فيلم “العملاق” (Giant) للمخرج روان أثال كفيلم افتتاح المهرجان يعكس رغبة المهرجان في تعزيز التقارب بين الثقافات الشرقية والغربية. الفيلم مستوحى من قصة حياة بطل الملاكمة العالمي نسيم حميد، ويجسد دوره الممثل البريطاني المصري أمير المصري.

تتجه الأنظار الآن نحو فعاليات المهرجان المختلفة، بما في ذلك العروض السينمائية وورش العمل والندوات الحوارية. ومن المتوقع أن يشكل المهرجان منصة هامة لتبادل الخبرات والأفكار بين صناع السينما، والمساهمة في تطوير صناعة الأفلام في المملكة العربية السعودية والمنطقة.

يتوقع أن يشهد المهرجان في الأيام القادمة إعلانات عن صفقات توزيع وتعاون جديدة في صناعة السينما. سيبقى سوق البحر الأحمر محط اهتمام لمتابعة المشاريع الجديدة، بينما تبرز الأفلام العربية كعنصر أساسي في برنامج المهرجان، مما يعزز مكانتها على الساحة السينمائية العالمية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version