شاركت الممثلة الأمريكية داكوتا جونسون في حوار صريح خلال فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة، الجمعة، حيث تحدثت عن تجربتها في صناعة الأفلام، وتحولها إلى منتجة من خلال شركتها TeaTime Pictures. وأكدت جونسون أن دخولها مجال الإنتاج السينمائي لم يكن مجرد تغيير مهني، بل خطوة طبيعية نابعة من نشأتها في بيئة فنية، ورغبتها في توسيع نطاق تأثيرها الإبداعي.

داكوتا جونسون: من التمثيل إلى عالم الإنتاج

أوضحت جونسون أن قرارها بالانخراط في الإنتاج جاء بعد سنوات من الملاحظة والتعلم داخل مواقع التصوير، حيث رافقت والديها، دون جونسون وميلاين جريفيث، خلال عملهما. وأضافت أنها طالما شعرت برغبة قوية في أن تكون جزءًا أكبر من عملية صناعة الأفلام، وأن تساهم في تشكيل الرؤية الفنية للمشاريع. تأسست شركة TeaTime Pictures عام 2019 بالشراكة مع رو دونيلي، وهي خطوة تعكس طموح جونسون في تقديم أعمال سينمائية متنوعة ومبتكرة.

التركيز على القصص التي تقودها المرأة

تتجه شركة TeaTime Pictures نحو دعم المشاريع التي تتمحور حول شخصيات نسائية قوية، والقصص الإنسانية التي تستكشف التحولات الداخلية والخارجية. تؤمن جونسون بأهمية تقديم هذه النوعية من الأفلام التي تعكس تجارب واقعية وتساهم في إثراء المشهد السينمائي. على الرغم من الإعلان المسبق عن عدة مشاريع، بما في ذلك فيلم الخيال العلمي “Trudy Blue” وفيلمها الإخراجي الأول “A Tree Is Blue”، إلا أنها فضلت عدم الخوض في تفاصيل محددة خلال الجلسة الحوارية.

تحديات الإنتاج السينمائي

بعد سبع سنوات من العمل كمنتجة، لم تخفِ جونسون الصعوبات والتحديات التي واجهتها في هذا المجال. وصفت الإنتاج بأنه أصعب بكثير من التمثيل، حيث يتطلب رؤية شاملة لكل جوانب العمل، والتعامل مع العديد من الأطراف المختلفة. وأشارت إلى أن اكتشاف بعض الممولين الذين يفتقرون إلى الشفافية والنزاهة كان تجربة محبطة، سواء بصفتها ممثلة أو منتجة.

وأضافت جونسون أنها تعيش “معركة داخلية” مع مهنتها، معبرة عن علاقة معقدة تجمع بين الحب والكراهية. على الرغم من الإرهاق والتحديات، إلا أنها تشعر بالامتنان لقدرتها على العمل في كلا المجالين، التمثيل والإنتاج، والاستمتاع بالإبداع الذي يوفره كل منهما. هذا التوازن يسمح لها بالاستفادة من خبرتها المتراكمة في كلا الصنفين.

شراكة فنية ناجحة مع لوكا جواداجنينو

تحدثت جونسون بإعجاب عن تعاونها المستمر مع المخرج الإيطالي لوكا جواداجنينو، الذي أخرج لها فيلمي “Suspiria” و”A Bigger Splash”. وأكدت أنها ستستمر في العمل معه طوال حياتها المهنية، معتبرة إياه المخرج الوحيد الذي شعرت معه بأنها مرئية بعمق ومفهومة. تعود ذكريات جونسون إلى تلقيها عرضًا للمشاركة في فيلم “A Bigger Splash” أثناء وجودها في حافلة جولة فنية، وكيف أن الممثلة تيلدا سوينتون ساعدتها في التغلب على مخاوفها.

تصف جونسون العمل مع رالف فاينز وتيلدا سوينتون بأنه كان تجربة تعليمية قيمة، وأنه ساعدها في تحديد نوع السينما التي تحبها وترغب في تقديمها. هذه الشراكات الفنية ساهمت في تطوير مهاراتها ورؤيتها الإبداعية، وألهمتها للسعي نحو المزيد من التحديات والابتكارات في مجال الإنتاج السينمائي.

مشاريع مستقبلية ومعايير الاختيار

تعمل جونسون حاليًا على تطوير العديد من المشاريع ضمن Tea Time، أبرزها فيلمها “A Tree Is Blue” الذي يضم في بطولته جيسيكا ألبا، تشارلي إكس سي إكس، وفانيسا بوجاردت. تُعتبر هذه المشاريع فرصة لإبراز المواهب الشابة وتقديم قصص جديدة ومثيرة للاهتمام للجمهور. تؤكد جونسون أن معايير اختيار المشاريع تعتمد على قوة الشخصيات النسائية، وشجاعة الكتاب في تقديم أفكار صادقة ومبتكرة، والرغبة في إحداث تأثير إيجابي في المشاعر والإبداع والترفيه. تشكل هذه المعايير أساسًا لعمل شركة TeaTime Pictures وتوجهها نحو تقديم أعمال سينمائية ذات قيمة فنية وإنسانية.

ويبدو أن مستقبل TeaTime Pictures واعدًا، مع تركيزها على دعم الأصوات الجديدة والقصص الملهمة. من المتوقع أن يتم الإعلان عن تفاصيل إضافية بشأن فيلم “A Tree Is Blue” في الأشهر القادمة، بالإضافة إلى استكشاف مشاريع جديدة تتوافق مع رؤية الشركة وأهدافها. ستظل متابعة مسيرة جونسون كمنتجة وممثلة محل اهتمام كبير في الأوساط الفنية، لمعرفة كيف ستساهم في تشكيل مستقبل صناعة السينما.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version