تلقى فيلم “الست”، الذي يروي قصة حياة كوكب الشرق أم كلثوم، استقبالاً حافلاً بعد عرضه العالمي الأول في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش. الفيلم من إخراج مروان حامد وبطولة منى زكي، وكتابة أحمد مراد، ويقدم رؤية جديدة لشخصية أم كلثوم تركز على جوانبها الإنسانية وعلاقتها بالجيل المعاصر، بعيداً عن التكرار التقليدي للسير الذاتية. وأكد صناع الفيلم أنهم سعوا لتقديم عمل فني يلامس مشاعر الجمهور العربي اليوم.

الفيلم، الذي حظي باهتمام إعلامي كبير، يمثل محاولة فنية لتقديم أيقونة الغناء العربي بطريقة معاصرة. وقد أثار البرومو التشويقي للفيلم جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، مما يعكس الاهتمام الكبير الذي يحظى به هذا العمل. ويهدف الفيلم إلى استكشاف التحديات والصراعات التي واجهت أم كلثوم في حياتها المهنية والشخصية، وكيف تمكنت من التغلب عليها لتحقيق النجاح الأسطوري.

نظرة جديدة على أم كلثوم

أوضح المخرج مروان حامد أن الدافع وراء إخراج هذا الفيلم لم يكن مجرد سرد قصة حياة فنانة عظيمة، بل الغوص في أعماق شخصيتها الإنسانية. وأشار إلى أن مسيرة أم كلثوم مليئة بالقرارات الصعبة والتضحيات الكبيرة، وهو ما يفسر تأثيرها الدائم على الثقافة العربية. وأضاف أن الفيلم يسعى إلى إبراز قوة الإرادة والعزيمة التي ميزت أم كلثوم، وكيف استطاعت أن تتحول إلى رمز للإلهام والنجاح.

من جانبه، أكد الكاتب أحمد مراد أن الفيلم لا يهدف إلى منافسة الأعمال السابقة التي تناولت سيرة أم كلثوم، بل إلى إكمالها وتقديمها بزاوية جديدة تناسب اهتمامات الجيل الحالي. وأشار إلى أن كل عمل فني عن أم كلثوم كان انعكاساً لزمنه، وأن الفيلم الجديد يسعى إلى مخاطبة الجمهور بلغة معاصرة، من خلال تقديم ألحانها الخالدة بأسلوب موسيقي جديد.

تحديات تجسيد الأيقونة

واجهت النجمة منى زكي تحدياً كبيراً في تجسيد شخصية أم كلثوم، نظراً لشعبيتها الكبيرة ومكانتها الرمزية في قلوب الملايين. وأشارت إلى أنها ركزت على فهم الأحاسيس الداخلية لأم كلثوم في مختلف مراحل حياتها، بدلاً من مجرد تقليد ملامحها وحركاتها. كما خضعت لتدريبات مكثفة على الإلقاء والتمثيل، لتتمكن من تقديم أداء مقنع وواقعي.

وأوضحت زكي أن الجزء الأصعب في تجسيد شخصية أم كلثوم هو التخلص من “تقديس” الجمهور لها، وتقديمها كإنسانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، بما في ذلك نقاط القوة والضعف. وأعربت عن أملها في أن يتمكن الفيلم من كسر هذا الحاجز، وتقديم صورة جديدة لأم كلثوم تلامس مشاعر الجمهور وتثير تفكيرهم.

الاستقبال النقدي والجمهوري

حسبما ورد في التقارير الأولية من مهرجان مراكش، لقي الفيلم استحساناً كبيراً من النقاد والصحفيين الذين أشادوا بأداء منى زكي والإخراج المتقن للمخرج مروان حامد. كما أثنى النقاد على السيناريو الذكي للكاتب أحمد مراد، الذي نجح في تقديم قصة حياة أم كلثوم بطريقة مشوقة وجذابة. وتوقع العديد من النقاد أن يحقق الفيلم نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي اهتماماً كبيراً بالفيلم، حيث عبّر العديد من المستخدمين عن حماسهم لمشاهدته. وتداول رواد الإنترنت مقاطع فيديو وصوراً من العرض الأول للفيلم، معبرين عن إعجابهم بمنى زكي في دور أم كلثوم. وتشير التوقعات إلى أن الفيلم سيثير نقاشاً واسعاً حول شخصية أم كلثوم وإرثها الفني.

من المتوقع أن يتم عرض فيلم “الست” في دور السينما العربية في الأشهر القليلة القادمة. وتترقب الأوساط الفنية والإعلامية الإعلان عن موعد العرض الرسمي للفيلم، وتوزيع الحقوق الخاصة به في مختلف الدول العربية. وستكون ردود الفعل الجماهيرية هي الفيصل في تحديد مدى نجاح هذا العمل الفني الذي يمثل إضافة جديدة للأعمال السينمائية التي تناولت سيرة أم كلثوم.

يبقى أن نرى كيف سيستقبل الجمهور العربي الفيلم، وما إذا كان سينجح في تحقيق الأهداف الفنية التي وضعها صناعه. وستكون متابعة إيرادات الفيلم في شباك التذاكر، وتحليل ردود الفعل النقدية والجمهوريه، أمراً ضرورياً لتقييم تأثير هذا العمل على الثقافة العربية. كما ستكون هناك متابعة لتقييم أداء منى زكي في تجسيد شخصية أم كلثوم، وما إذا كانت ستتمكن من إقناع الجمهور بصدق أدائها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version