أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن تجديد تعاونه الاستراتيجي مع “فيلم العُلا” للعام الرابع على التوالي، وذلك في إطار دعم وتنمية السينما السعودية. سيستمر هذا التعاون خلال الدورة الخامسة للمهرجان المقرر عقدها في الفترة من 4 إلى 13 ديسمبر 2025، مع التركيز على الاحتفاء بالمواهب المحلية وتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي للإنتاج السينمائي.

يأتي هذا التجديد في وقت تشهد فيه السينما السعودية نموًا ملحوظًا على الصعيدين الإقليمي والدولي، مدفوعًا باستثمارات كبيرة ورؤية طموحة تهدف إلى بناء اقتصاد إبداعي متنوع. وتتواصل الشراكة بين مهرجان البحر الأحمر السينمائي و”فيلم العُلا” لدعم هذه الجهود، وتوفير منصة مهمة لصناع الأفلام السعوديين لعرض أعمالهم والتواصل مع نظرائهم من جميع أنحاء العالم.

شراكة استراتيجية لدعم فيلم العُلا والإنتاج المحلي

تتركز الشراكة بين مهرجان البحر الأحمر السينمائي و”فيلم العُلا” حول رعاية جائزتين رئيسيتين: “فيلم العُلا من اختيار الجمهور” و”فيلم العُلا لأفضل فيلم سعودي”. تبلغ قيمة كل جائزة 50 ألف دولار أمريكي، تقديرًا للإبداع والتميز في الأعمال السينمائية السعودية.

جائزة فيلم العُلا من اختيار الجمهور

تعتبر جائزة “فيلم العُلا من اختيار الجمهور” فرصة فريدة للجمهور للمشاركة في تقييم الأفلام والتعبير عن تفضيلاته. يعكس هذا التفاعل العلاقة الوطيدة بين صناع الأفلام والجمهور، ويساهم في تعزيز شعبية الأفلام السعودية وتشجيع الحراك السينمائي في المملكة. يتم تحديد الفائز بناءً على أعلى نسبة تصويت من الجمهور عبر القنوات الرسمية للمهرجان.

جائزة فيلم العُلا لأفضل فيلم سعودي

تهدف جائزة “فيلم العُلا لأفضل فيلم سعودي” إلى تكريم الأعمال التي تعبر عن الهوية الثقافية الغنية للمملكة. تسعى الجائزة إلى تشجيع الأفلام التي تقدم سرديات إبداعية أصيلة، وتعكس التراث والعمق الثقافي للمجتمع السعودي. وتُعد هذه الجائزة بمثابة حافز إضافي لصناع الأفلام السعوديين لتقديم أعمال متميزة.

في دورة المهرجان الماضية، حصد فيلم “Little Jaffna” للمخرج لورانس فالين لقب “فيلم العُلا من اختيار الجمهور”، بينما فاز فيلم “هوبال” للمخرج عبدالعزيز الشلاحي بجائزة “فيلم العُلا لأفضل فيلم سعودي”. ويُعد فوز فيلم “نُورة” للمخرج توفيق الزايدي في عام 2023 إنجازًا مهمًا، حيث كان أول فيلم سعودي يُعرض في مهرجان كان السينمائي الدولي ضمن قسم “نظرة ما”، مما يؤكد تصاعد مكانة السينما السعودية عالميًا.

صرح زيد شاكر، المدير التنفيذي بالإنابة لمؤسسة فيلم العُلا، قائلاً: “نفخر بتجديد رعايتنا لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في عام 2025، عبر دعم جائزتي فيلم العُلا للجمهور وأفضل فيلم سعودي، احتفاءً بالإبداع السينمائي وترسيخاً لمكانة العُلا كوجهة عالمية لتصوير الأفلام.” وأضاف أن هذا التعاون يعكس التزام مؤسسة فيلم العُلا بدعم المواهب الوطنية وتعزيز شبكة العلاقات في القطاع السينمائي، وتحقيق أثر ثقافي واقتصادي مستدام يتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030.

تتواصل الاستثمارات في قطاع السينما في المملكة، مدفوعة بمبادرات مثل “فيلم العُلا” ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، التي تهدف إلى خلق بيئة جاذبة للإنتاج السينمائي، وتنمية المهارات المحلية، وتعزيز التبادل الثقافي. وتشمل هذه الجهود توفير حوافز مالية للإنتاج، وتطوير البنية التحتية اللازمة، وتنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية لصناع الأفلام الطموحين.

سيقام مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في منطقة البلد التاريخية بمدينة جدة، مما يعزز من جاذبية المدينة التاريخية كوجهة سياحية وثقافية رئيسية. ويأتي اختيار هذا الموقع في إطار حرص المهرجان على إبراز التراث والثقافة السعودية، وربطها بالإنتاج السينمائي المعاصر.

في المستقبل القريب، من المتوقع أن يشهد الإنتاج السينمائي في المملكة المزيد من النمو والتطور، مع استمرار الاستثمارات في هذا القطاع الواعد. ويجب مراقبة التأثير المحتمل لهذه الاستثمارات على تطوير المواهب المحلية، وجذب الإنتاجات السينمائية الدولية، وتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي للسينما والثقافة. كما سيكون من المهم متابعة التطورات المتعلقة بالتشريعات واللوائح التي تنظم قطاع السينما في المملكة، والتي قد تؤثر على بيئة الاستثمار.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version