تشهد سوق الأسهم السعودية حالة من الترقب الحذر بين المستثمرين مع غياب العوامل الداعمة بعد انتهاء موسم إعلان النتائج الفصلية التي جاءت أقل من التوقعات لعدد من الشركات الكبرى، ما أدى إلى تراجع قيم التداولات اليومية. وقد تراجعت قيم التداول في البورصة خلال الجلسات القليلة الماضية لتتراوح بين 3 و4 مليارات ريال فقط، بعد أن كانت تسجل في المتوسط 6 إلى 7 مليارات ريال في الأسابيع السابقة.
أوضح إكرامي عبد الله، كبير المحللين الماليين في صحيفة “الاقتصادية”، أن رفع سقف ملكية الأجانب كان السبب الرئيسي في ارتفاع السوق منذ أواخر سبتمبر بعد التراجعات منذ بداية العام. ومع ذلك، تشير نتائج الشركات إلى تباطؤ في نمو الأرباح، مما أدى إلى عدم وجود عوامل محفزة تدعم السوق.
استقرار متوقع للسوق
أغلق المؤشر العام “تاسي” منخفضاً بنسبة طفيفة عند 11255 نقطة، متأثراً بشكل رئيسي بخسائر سهم “مصرف الراجحي” مع تخلي أسهم معظم البنوك عن مكاسبها المبكرة، وسط قيم تداول متواضعة بلغت 4.2 مليار ريال. وارتفع سهم عملاق الطاقة “أرامكو”، أكبر شركة مدرجة من حيث القيمة السوقية، و”سابك”، أكبر شركة للبتروكيماويات في المملكة.
اعتبر المحلل المالي محمد الميموني أن مستوى 11200 نقطة يشكل دعماً جيداً للمؤشر، متوقعاً استمرار التحرك ضمن المستويات الحالية خلال الأسابيع المقبلة. وأضاف أن الاكتتابات المرتقبة بالسوق خلال الأسابيع المقبلة تدفع المستثمرين الأفراد للاحتفاظ بالسيولة استعداداً لها.
تأثير الاكتتابات على السوق
حددت شركتا “المسار الشامل للتعليم” و”شري للتجارة” السعر النهائي لطرحيهما عند 19.5 ريال و28 ريالاً على الترتيب، بينما يتراوح النطاق السعري لطرح “اتحاد جروننفلدر سعدي القابضة” بين 9.5 ريال وعشرة ريالات للسهم. وأشار الميموني إلى أن أسعار الاكتتابات الثلاثة في الحدود المنطقية بمكررات ربحية، مما يشكل عامل جذب جيد للمستثمرين.
أعلنت شركة “إعمار المدينة الاقتصادية” تقليص خسائرها الفصلية بنسبة 70% تقريباً إلى 135 مليون ريال، في حين تضاعفت الإيرادات نحو أربع مرات إلى 358 مليون ريال. وارتفع سهم الشركة أكثر من 1% عند الإغلاق. وتوقع سعد آل ثقفان، عضو مجلس إدارة “جمعية الاقتصاد السعودية”، أن تحقق الشركة أرباحاً في الأرباع المقبلة مستفيدة من تدخل “صندوق الاستثمارات العامة” بتحويل مديونية الشركة إلى رأسمال إضافي.
من المتوقع أن يستمر سوق الأسهم السعودية في التحرك ضمن المستويات الحالية خلال الأسابيع المقبلة، مع ترقب المستثمرين للاكتتابات المرتقبة وتطورات خفض أسعار الفائدة المحتمل في ديسمبر. وستظل نتائج الشركات وتدخلات صندوق الاستثمارات العامة من العوامل الرئيسية التي ستؤثر على أداء السوق في الفترة المقبلة.

