أثار فيلم “It’s a Wonderful Life” (“حياة رائعة”)، وهو فيلم عيد الميلاد المحبوب، جدلاً واسعاً بعد ادعاء أستاذ جامعي بأنه يحمل رسائل عرقية خفية و”تحيزات”. يرى الأستاذ أن البلدة الخيالية “Bedford Falls” (“بيدفورد فولز”) في الفيلم بيضاء للغاية، وأن الموسيقى المستخدمة تعزز هذه التحيزات. وقد أثارت هذه التصريحات غضب العديد من محبي الفيلم.

جيمس ديفيل، أستاذ الموسيقى في جامعة كارلتون الكندية، انتقد الفيلم الكلاسيكي، زاعماً أن موسيقاه مليئة بـ “العنصرية”. يأتي هذا الجدل في وقت يشهد فيه العالم نقاشات متزايدة حول التمثيل والتنوع في وسائل الإعلام والثقافة الشعبية.

جدل حول “حياة رائعة” واتهامات بالعنصرية

وفقًا لديفيل، تكمن المشكلة في التباين الموسيقي بين “بيدفورد فولز” ونسختها المظلمة “Pottersville” (“بوتيرسفيل”). يزعم أن موسيقى “بوتيرسفيل” تعتمد على أساليب “بوغي ووجي” والجاز، والتي يصفها بأنها “صوت أسود”، بينما أغنية “Buffalo Gals” (“فتيات بافالو”) التي يغنيها جورج وزوجته ماري هي معيار تقليدي أبيض.

بالإضافة إلى ذلك، انتقد ديفيل التركيبة السكانية لـ “بيدفورد فولز”، مشيرًا إلى أنها تضم في الغالب من البيض باستثناء خادمة سوداء واحدة. واتهم فرانك كابرا، منتج ومخرج الفيلم، بالعنصرية. هذه الاتهامات أثارت ردود فعل قوية من مختلف الأطراف.

ردود الفعل على الاتهامات

أعرب العديد من المعلقين المحافظين عن غضبهم من تصريحات ديفيل. كتب مات مارغوليس، معلق محافظ، على موقعه الإلكتروني قائلاً إنه “غاضب للغاية” عندما علم بادعاءات الأستاذ. ويرى البعض أن هذه الاتهامات تمثل محاولة لتشويه صورة فيلم كلاسيكي يحمل رسالة إيجابية عن الحياة والمجتمع.

في المقابل، يرى مؤيدو ديفيل أن الفيلم يعكس تحيزات العصر الذي أنتج فيه، وأن من المهم تحليل هذه التحيزات ونقدها. ويشيرون إلى أن الفيلم يفتقر إلى التنوع العرقي والثقافي، وأن هذا النقص يمكن أن يكون له تأثير سلبي على المشاهدين. هذا النقاش يفتح الباب أمام أسئلة أوسع حول دور الثقافة الشعبية في تشكيل تصوراتنا عن العالم.

خلفية عن الفيلم وتأثيره الثقافي

تم إصدار فيلم “It’s a Wonderful Life” عام 1946، وهو من إخراج فرانك كابرا وبطولة جيمس ستيوارت. يحكي الفيلم قصة جورج بيلي، وهو رجل يفكر في الانتحار في ليلة عيد الميلاد، لكن ملاكه الحارس يظهر له كيف ستكون حياة أصدقائه وعائلته إذا لم يكن موجودًا. يعتبر الفيلم من كلاسيكيات السينما الأمريكية، وقد حظي بتقدير كبير من قبل النقاد والجمهور على حد سواء.

وقد اختار المعهد الأمريكي للسينما الفيلم كواحد من أفضل 100 فيلم أمريكي على الإطلاق. يستمر الفيلم في عرضة على نطاق واسع خلال موسم الأعياد، ويظل مصدر إلهام وأمل للعديد من الأشخاص. ومع ذلك، فإن هذا الفيلم، مثل أي عمل فني آخر، ليس بمنأى عن النقد والتحليل.

الجدل الدائر حول فيلم “حياة رائعة” يذكرنا بأهمية التفكير النقدي في وسائل الإعلام والثقافة الشعبية. فالفيلم، على الرغم من قيمته الفنية والتاريخية، قد يعكس تحيزات غير واعية أو مقصودة. إن فهم هذه التحيزات يمكن أن يساعدنا في بناء مجتمع أكثر عدلاً وتسامحًا.

تتزايد الدعوات لإعادة تقييم الأفلام الكلاسيكية من منظور معاصر، مع التركيز على قضايا التنوع والتمثيل. من المرجح أن يستمر هذا النقاش في السنوات القادمة، وأن يؤدي إلى تغييرات في طريقة إنتاج واستهلاك الأفلام والبرامج التلفزيونية.

من المتوقع أن تستمر المناقشات حول هذا الموضوع في الأوساط الأكاديمية والإعلامية، وقد تشمل تحليلات أعمق للموسيقى والتصوير والسيناريو في الفيلم. سيراقب الكثيرون رد فعل صناع الأفلام والمنظمات الثقافية على هذه الاتهامات، وما إذا كانت ستؤدي إلى أي تغييرات في طريقة عرض الفيلم أو الترويج له.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version