أظهر تقرير حديث صادر عن شركة كامبلز، وهي من أبرز العلامات التجارية للأطعمة المعلبة في الولايات المتحدة، تفضيل غالبية الأمريكيين للأطباق الجانبية على الطبق الرئيسي، الديك الرومي، في عيد الشكر. ويسلط التقرير السنوي الرابع لـ “حالة الأطباق الجانبية” (State of the Sides) الضوء على الاتجاهات المتزايدة في شعبية الأطباق الجانبية، حيث أقر 63% من الأمريكيين بأنهم يفضلون تناول الأطباق الجانبية على الديك الرومي، مقارنة بـ 56% في العام الماضي.
الأطباق الجانبية تتصدر قائمة أولويات عيد الشكر
أجري التقرير على عينة من 5000 أمريكي في جميع الولايات الخمسين. وكشف أن ما يقرب من نصف المستطلعة آراءهم (47%) سيكونون سعداء بتناول طبق يتكون من أطباق جانبية فقط، دون ديك رومي أو طبق رئيسي، بزيادة عن 38% في العام السابق. يعزز هذا الاتجاه فكرة أن الأطباق الجانبية ليست مجرد مكملات للوجبة، بل هي جوهر احتفال عيد الشكر بالنسبة للكثيرين.
حب عائلات أمريكا للأطباق الجانبية
بالنسبة لأولئك الذين يعدون وجبة عيد الشكر التقليدية، أفاد 81% منهم أن إعداد الأطباق الجانبية هو طريقتهم لإظهار الحب والتقدير لعائلاتهم وأصدقائهم وضيوفهم. يُظهر هذا التقرير أن الطهي في عيد الشكر يحمل معنى عاطفياً عميقاً، حيث تعتبر الأطباق الجانبية تعبيراً ملموساً عن العناية والضيافة.
يُظهر التقرير أن هذا الاتجاه يتزايد على مدار أربع سنوات متتالية، حيث يعطي الأمريكيون الأولوية للأطباق الجانبية على الديك الرومي. يعكس هذا التحول في التفضيلات ربما التغيرات في التقاليد الغذائية أو ببساطة الاعتراف بتنوع النكهات والمكونات التي تقدمها الأطباق الجانبية.
الأطباق الجانبية التقليدية لا تزال تحظى بشعبية كبيرة. يعتبر طبق الكاسرول الأخضر بالفاصوليا، الذي يحتفل هذا العام بمرور 70 عامًا على ابتكاره، “أكثر طبق جانبي أيقونية” بنسبة 44% من المستجيبين، وأكد أكثر من نصف الطهاة الذين يعدون وجبة كاملة أنه يجب إعداده بالطريقة التقليدية. تؤكد هذه النتيجة على أهمية الحفاظ على التقاليد العائلية في احتفالات العيد.
وبالرغم من ذلك، هناك أيضاً أطباق جانبية جديدة تكتسب شعبية. لطالما كان طبق المكرونة والجبن (Mac and Cheese) المفضل لدى الكثيرين، حيث أيد 50% من المستطلعة آراءهم أن يكون عنصراً أساسياً على كل مائدة احتفالية. ويقود جيلا زد (Gen Z) والجيل الألفي (Millennials) هذا الاتجاه، حيث يعتبر 41% من جيل زد طبق المكرونة والجبن الطبق الجانبي الأول لديهم، في حين أن 62% من جيل الألفي يتفقون مع ذلك.
بشكل عام، احتل طبق الحشوة (Stuffing)، أو ما يُعرف بالدريسنج (Dressing)، صدارة قائمة الأطباق الجانبية المفضلة هذا العام للعام الثاني على التوالي، في حين حافظ طبق البطاطا المهروسة على تصنيفه في المركز الثاني. يأتي البطاطا الحلوة في المركز الثالث، مما يثبت أن “الحنين إلى الماضي لا يشيخ أبداً”.
شهد ترتيب الأطباق الجانبية بعض التغييرات الطفيفة. ارتفع ترتيب طبق المكرونة والجبن من المركز الخامس إلى المركز الرابع هذا العام، في حين انخفض تصنيف طبق الكاسرول الأخضر بالفاصوليا من المركز الرابع إلى الخامس. يُظهر هذا التحول كيف يمكن للأذواق أن تتطور، حتى بالنسبة للأطباق التقليدية.
وعلى الرغم من أن طبق الحشوة حافظ على عرشه على مستوى البلاد، إلا أن بعض الولايات لديها خيارات مفضلة مختلفة. على سبيل المثال، اختار سكان نيويورك وفلوريدا طبق المكرونة والجبن كطبقهم الجانبي الأول. وتشير هذه الاختلافات الإقليمية إلى التنوع الثقافي والغذائي في الولايات المتحدة.
تشير نتائج التقرير إلى أن الأطباق الجانبية ستظل محور التركيز الرئيسي في احتفالات عيد الشكر القادمة. من المتوقع أن تستمر شركات الأغذية مثل كامبلز في مراقبة هذه الاتجاهات وتطوير منتجات جديدة لتلبية الطلب المتزايد على المكونات والوصفات الجذابة. وسيكون من المهم مراقبة التغيرات في تفضيلات المستهلكين، وخاصة بين الأجيال الشابة، لفهم كيف ستشكل هذه التغييرات مستقبل قائمة عيد الشكر التقليدية.
بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن نرى المزيد من التركيز على الخيارات الصحية والمستدامة في الأطباق الجانبية، حيث يزداد وعي المستهلكين بقضايا التغذية والبيئة. من الجيد أيضاً أن نراقب تأثير التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية على اختيارات الأطباق الجانبية، حيث قد يلجأ بعض المستهلكين إلى بدائل أرخص أو وصفات بسيطة لتقليل التكاليف.

