يشهد نبات الملفوف، وهو خضروات غالبًا ما يتم تجاهله، ارتفاعًا ملحوظًا في شعبيته كغذاء صحي رئيسي لعام 2026، وفقًا لتقرير “Pinterest Predicts” السنوي. تشير عمليات البحث عبر الإنترنت إلى زيادة كبيرة في الاهتمام بهذا النبات المتنوع والمغذي، مما يجعله بديلًا جذابًا للقرنبيط الذي كان شائعًا في السنوات الأخيرة. الملفوف ليس مفيدًا لصحتك فحسب، بل إنه أيضًا خيار اقتصادي ومتاح بسهولة.
صعود نجم الملفوف: لماذا يفضله الخبراء؟
يتوقع التقرير أن يتحول الملفوف إلى المكون الرئيسي في مطابخ العديد من الأسر، خاصةً مع تزايد اهتمام جيل “بيبي بومرز” وجيل “إكس” بالصحة والتغذية. وقد شهدت عمليات البحث عن وصفات تعتمد على الملفوف ارتفاعًا ملحوظًا، حيث زادت عمليات البحث عن “فطائر الملفوف” بنسبة 110٪ بين سبتمبر 2024 وأغسطس 2025 مقارنة بالعام السابق.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفع الاهتمام بحساء “غولومبكي” البولندي التقليدي، الذي يعتمد على الملفوف واللحم المفروم، بنسبة 95٪. كما لوحظ زيادة في البحث عن وصفات مثل “ألفريدو الملفوف” والملفوف المخمر، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الملفوف مثل البوك تشوي الصيني.
الفوائد الصحية للملفوف
يُعتبر الملفوف مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية الأساسية، مما يجعله إضافة قيمة لأي نظام غذائي. وفقًا لـ جوليا زومبانو، أخصائية تغذية مسجلة، فإن الملفوف “يتميز بمذاقه اللذيذ وقيمته الغذائية العالية التي غالبًا ما يتم التقليل من شأنها”.
يحتوي كوب واحد من الملفوف الأخضر النيء على 54٪ من الاحتياج اليومي من فيتامين سي، وهو ضروري لإنتاج الكولاجين، والتئام الجروح، وتعزيز المناعة، وامتصاص الحديد. كما يوفر 85٪ من الاحتياج اليومي من فيتامين ك، الذي يلعب دورًا حيويًا في تخثر الدم وتقوية العظام. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الملفوف على نسبة جيدة من البوتاسيوم، الذي يساعد في تنظيم ضغط الدم، ومركبات نباتية الستيرول التي يمكن أن تقلل من مستويات الكوليسترول الضار وتخفض خطر الإصابة بأمراض القلب.
مضادات الأكسدة والالتهابات
تشير تراسي كولين، وهي أخصائية تغذية أخرى، إلى أن الملفوف “غني بمضادات الأكسدة التي تساعد في مكافحة الالتهابات، وهي عامل رئيسي في العديد من الأمراض المزمنة”. تحتوي هذه المضادات على مركبات الفلافونويد والأنثوسيانين والغلوكوسينولات، التي تعمل على تحييد الجذور الحرة ومنع تلف الخلايا.
وقد أظهرت دراسة صغيرة أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات كبيرة من الخضروات الصليبية، بما في ذلك الملفوف، لديهم مستويات أقل من الالتهابات مقارنة بأولئك الذين يستهلكون كميات قليلة. فالالتهابات المزمنة مرتبطة بأمراض القلب والتهاب المفاصل الروماتويدي ومرض الزهايمر والاكتئاب وحتى بعض أنواع السرطان.
صحة الجهاز الهضمي والوزن
بالإضافة إلى فوائده المضادة للالتهابات، يعزز الملفوف صحة الجهاز الهضمي بفضل محتواه العالي من الألياف والستيرولات النباتية. تساعد هذه المكونات على تغذية البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يدعم المناعة وإنتاج العناصر الغذائية الحيوية. وتضيف زومبانو أن “الملفوف يساعد على تنظيم حركة الأمعاء ويمكن أن يدعم فقدان الوزن بطريقة صحية وآمنة”.
حيث يحتوي كوب واحد من الملفوف النيء على 22 سعرة حرارية فقط، مما يجعله خيارًا مثاليًا لإضافته إلى الوجبات دون القلق بشأن زيادة الوزن. الخضروات الصليبية مثل الملفوف يمكن أن تسبب الغازات والانتفاخ والإسهال لدى بعض الأشخاص، لذلك يوصي الخبراء بزيادة تناولها تدريجيًا.
من المهم أيضًا استشارة الطبيب قبل إضافة كميات كبيرة من الملفوف إلى النظام الغذائي، خاصةً للأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة مثل مميعات الدم. من المتوقع أن يستمر الاهتمام بالملفوف في النمو خلال عام 2026، مع توقع المزيد من الابتكارات في الوصفات واستخداماته الغذائية. سيكون من المثير للاهتمام مراقبة ما إذا كان الملفوف سيحل حقًا محل القرنبيط كخضروات صحية مفضلة لدى المستهلكين.

