يواجه الجيل زد (المواليد بين 1997 و 2012) حالة من القلق المتزايد بشأن مستقبلهم الوظيفي في ظل التطور السريع للذكاء الاصطناعي. وكشف تقرير حديث لـ Zety، وهي خدمة قوالب السير الذاتية، أن هذا الجيل يُعرف باسم “جيل إعادة التوجيه” بسبب اضطراره المستمر لتغيير مساراتهم المهنية، وأن ما يقرب من نصفهم قد قاموا بالفعل بتعديل خططهم المهنية بسبب مخاوف بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف.

التقرير، الذي استند إلى استطلاعات شملت ما يقرب من 1000 موظف من الجيل زد في الولايات المتحدة، سلط الضوء على تحول كبير في التوجهات المهنية، حيث يتجه الشباب نحو المهن اليدوية والمهارات التجارية التي يعتبرونها أكثر أمانًا في مواجهة الأتمتة. هذا التطور يعكس قلقًا أعمق بشأن الاستعداد لسوق العمل المتغير.

جيل إعادة التوجيه: البحث عن الاستقرار في ظل الذكاء الاصطناعي

أظهرت نتائج Zety أن 43٪ من الجيل زد قاموا بالفعل بتغيير خططهم المهنية، بينما يسعى 40٪ آخر لتطوير مهارات جديدة أو الحصول على شهادات مهنية. ويرجع هذا إلى الخوف المتزايد من أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر سلبًا على فرص العمل المستقبلية، بحسب التقرير.

بالإضافة إلى ذلك، يبدي أكثر من نصف الجيل زد عدم ثقتهم في أن التعليم الجامعي الحالي سيوفر لهم الحماية الكافية من فقدان الوظائف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. لذلك، يتجه 53٪ منهم لاستكشاف مسارات وظيفية أكثر استقرارًا، مثل المهن الحرفية والمهارات التجارية المتخصصة، وفقًا لما ورد في التقرير.

المهن اليدوية كملاذ آمن

تعتبر المهن اليدوية، مثل السباكة والكهرباء والنجارة، خيارًا جذابًا للجيل زد نظرًا لقلة إمكانية أتمتتها. كما أن هذه المهن توفر دخلًا ثابتًا وفرص عمل متزايدة، مما يجعلها بديلًا عمليًا للعديد من الخريجين الجدد.

وصرحت جاسمين إسكاليرا، خبيرة التوظيف في Zety، أن هذا الاهتمام بالمهن اليدوية يعكس “رغبة في تحقيق الغرض والأمان والسيطرة في عالم مدفوع بالذكاء الاصطناعي”. وأضافت أن هذا التحول يمكن وصفه بأنه “تحول القلق من الذكاء الاصطناعي” – حركة متنامية من المهنيين الذين يقومون بتغيير مسارهم بشكل استباقي بسبب المخاوف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وعدم الاستقرار.

من جانبها، أشارت ستايسي هالر، المستشارة المهنية الرئيسية في Builder’s، إلى أن العديد من الخريجين يجدون أن شهاداتهم لا تؤدي إلى وظائف في مجال دراستهم، مما يدفعهم إلى استكشاف بدائل أكثر واقعية وتلبية لمتطلبات السوق. وهذا التأثير يساهم في زيادة الاهتمام بالمهارات العملية والمهن المطلوبة.

دور وسائل التواصل الاجتماعي في التوجيه المهني للجيل زد

لا يقتصر تأثير التكنولوجيا على الذكاء الاصطناعي فحسب، بل يمتد ليشمل الطريقة التي يبحث بها الجيل زد عن فرص العمل ويتلقى فيها التوجيه المهني. فقد كشف تقرير Zety الثاني أن 46٪ من الجيل زد حصلوا على وظيفة أو تدريب داخلي من خلال TikTok، وهو ما قد يبدو مفاجئًا للبعض.

وفي المقابل، بينما يعتمد جيل الألفية على LinkedIn، فإن 76٪ من الجيل زد يعتمدون على Instagram للحصول على محتوى ونصائح مهنية. بل إن 95٪ منهم يتفقدون صفحات التواجد الاجتماعي للشركات قبل التقدم إليها.

ترى إسكاليرا أن “وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت بمثابة الفصل الدراسي المهني اليوم”. وتضيف أن الشباب يتعلمون ويتواصلون ويجدون فرصًا من خلال هذه المنصات، وأنهم يطورون أيضًا فهمًا أعمق لأنواع العمل التي تتوافق مع قيمهم.

أشارت دراسات أخرى (مثل دراسات مستقبل العمل) إلى أن المهارات الرقمية والقدرة على التكيف السريع مع التغيير (المرونة الوظيفية) أصبحت ذات أهمية متزايدة في سوق العمل الحديث، وأن الجيل زد يدرك ذلك جيدًا. ويعتبر استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي جزءًا من استراتيجيتهم للبقاء على اطلاع دائم بالاتجاهات واكتساب المهارات اللازمة.

من المتوقع أن يستمر الجيل زد في تعديل مساراتهم المهنية استجابة للتطورات التكنولوجية واحتياجات سوق العمل. سيكون من المهم مراقبة كيفية تأثير هذه التغييرات على المهارات المطلوبة ومعدلات البطالة خلال السنوات القادمة، وما إذا كانت البرامج التعليمية والتدريبية ستتكيف بسرعة كافية لتلبية احتياجات هذا الجيل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version