نظم مجموعة من المواطنين في العاصمة واشنطن مظاهرة رمزية لتشييع “القرش” – وهو الاسم الشائع لعملة البنس في الولايات المتحدة – بعد قرار الحكومة الفيدرالية إيقاف إنتاجه في وقت سابق من هذا العام. أقيمت الجنازة الوهمية أمام نصب لنكولن التذكاري يوم السبت، مما أثار نقاشًا حول مستقبل العملات المعدنية ذات القيمة المنخفضة في الولايات المتحدة. وتأتي هذه المظاهرة وسط جدل متزايد حول القرش وتأثيره الاقتصادي.

الحدث، الذي جذب عددًا من المتفرجين والمشاركين، يهدف إلى تسليط الضوء على تضاؤل أهمية البنس وانعدام الجدوى الاقتصادية لسكها. ويأتي إيقاف إنتاج البنس نتيجة لارتفاع تكاليف إنتاجه، والتي تجاوزت قيمته الاسمية منذ سنوات.

الجدل حول مستقبل البنس في الولايات المتحدة

لطالما كان البنس موضوع نقاش في الولايات المتحدة، حيث يرى البعض أنه عائق أمام سرعة المعاملات التجارية وأنه يستهلك موارد قيمة. وارتفعت تكلفة إنتاج البنس بشكل مطرد بسبب ارتفاع أسعار المعادن مثل الزنك والنحاس، مما يجعل استمراره غير اقتصادي. وفي عام 2022، كشفت دار سك العملة الأمريكية أن تكلفة إنتاج كل بنس بلغت 2,07 سنتًا.

أشارت تقارير إلى أن قرار إيقاف إنتاج البنس لم يكن مفاجئًا، حيث كانت وزارة الخزانة الأمريكية تدرس هذا الأمر لعدة سنوات. ومع ذلك، فإن القرار أثار قلق بعض المستهلكين الذين يعتمدون على البنس في معاملاتهم اليومية، وخاصة كبار السن وأصحاب الدخول المنخفضة.

تأثيرات اقتصادية محتملة

بالإضافة إلى التكاليف المباشرة للإنتاج، يرى البعض أن البنس يشكل عبئًا على الاقتصاد من خلال الوقت والجهد المبذولين في التعامل معه. ومع ذلك، يخشى آخرون من أن إلغاء البنس قد يؤدي إلى تقريب الأسعار إلى أقرب سنت، مما قد يؤدي إلى زيادة التكاليف على المستهلكين. وازداد الاهتمام بـالعملات المعدنية بشكل عام في ظل هذه التطورات.

يقول خبراء اقتصاديون إن إلغاء البنس قد يكون له تأثير محدود على التضخم، لكنه قد يشجع التجار على تقديم خصومات أو عروض ترويجية بدلاً من التعامل مع البنس. وبدأنا نشهد بالفعل تراجعًا في استخدام البنس في المعاملات اليومية، حيث يفضل العديد من المستهلكين والدفع نقدًا بالعملات الورقية أو استخدام طرق الدفع الإلكترونية.

ردود الفعل على القرار

تباينت ردود الفعل على قرار إيقاف إنتاج البنس، حيث أعرب البعض عن دعمه للقرار باعتباره خطوة منطقية نحو تبسيط النظام النقدي. في المقابل، انتقد آخرون القرار ووصفوه بأنه غير عادل تجاه المستهلكين الذين يعتمدون على البنس.

أكدت وزارة الخزانة الأمريكية أنها ستواصل قبول البنس في المعاملات النقدية، وأنها لن تسعى إلى سحبه من التداول. ومع ذلك، فإن مستقبل البنس لا يزال غير واضح، حيث من المحتمل أن يستمر استخدامه في التراجع مع زيادة شعبية طرق الدفع الإلكترونية. النقود الورقية قد تشهد بدورها زيادة في الاستخدام.

من الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي تواجه تحديات بشأن العملات المعدنية ذات القيمة المنخفضة. وقد اتخذت العديد من الدول الأخرى خطوات مماثلة، مثل زيادة الحد الأدنى لقيمة العملات المعدنية أو إيقاف إنتاجها تمامًا.

الآن، وبعد إيقاف إنتاج البنس، من المتوقع أن تراقب وزارة الخزانة الأمريكية عن كثب تأثير ذلك على الاقتصاد والمستهلكين. سيتم تقييم التحديات المحتملة المرتبطة بتغيير أسعار البضائع والخدمات، والتعامل مع البنس المتبقية في التداول. كما سيكون من المهم مراقبة كيفية تأثير ذلك على التضخم، ومعدل دوران العملة، وتفضيلات المستهلكين على المدى الطويل.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version