جمعت الممثلة ميلانا فايتنوبر، المعروفة سابقًا بكونها المتحدثة باسم شركة AT&T، أكثر من نصف مليون دولار من خلال بيع صور شخصية “جريئة ولكن بذوق” بهدف مساعدة ضحايا حرائق كاليفورنيا المدمرة. وقد أطلقت فايتنوبر مبادرة “Only Philanthropy” (العمل الخيري فقط)، وهي محاكاة ساخرة لموقع OnlyFans الشهير، واصفة إياها بأنها “أفضل شيء شاركت فيه على الإطلاق”.
أعلنت فايتنوبر، البالغة من العمر 38 عامًا، يوم الثلاثاء أنها تجاوزت حاجز الـ 500 ألف دولار، وذلك في إطار جهودها لجمع التبرعات. وقد بدأت هذه الجهود بعد الحرائق التي اجتاحت لوس أنجلوس هذا العام، حيث لاحظت الحاجة الماسة إلى الدعم المالي للضحايا.
مبادرة “Only Philanthropy” وجمع التبرعات
بدأت فايتنوبر بتقديم “صور حصرية” للمتبرعين مقابل تبرعاتهم لصندوق GoFundMe الذي أنشأته بريدجيت برادلي، وهي أم عزباء فقدت منزلها في إيست ألتادينا بسبب حريق إيتون المدمر في يناير. وقد تمكنت برادلي من جمع 170 ألف دولار في أربعة أيام فقط، مما ساعدها على تغطية نفقات الإسكان والرعاية الطبية وشراء سيارة جديدة، خاصة وأنها تربي ثلاثة أطفال، أحدهم يعاني من الشلل الدماغي.
تهدف مبادرة “Only Philanthropy”، وفقًا لموقعها الإلكتروني، إلى “تبادل المحتوى الحصري مقابل تأثير حقيقي في العالم”. وتسعى إلى جمع الأموال بسرعة للقضايا العاجلة من خلال تقديم “شيء مغازل، شيء مضحك، والكثير من الحب” للمتبرعين.
نجاح الحملات الأولية وتوسع نطاق العمل
بعد النجاح الكبير للحملة الأولى، أطلقت فايتنوبر حملة ثانية في الصيف، حيث جمعت 350 ألف دولار في أسبوع واحد. وقد تم توجيه هذه الأموال إلى منظمة “My Tribe Rise” التي تتخذ من ألتادينا مقرًا لها، والتي تقدم المساعدة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والأفراد غير المؤمن عليهم لإعادة بناء حياتهم بعد الحرائق.
وذكرت الشركة أن الحملتين الأوليين تلقتا تبرعات من حوالي 3500 متبرع، بمتوسط تبرع قدره 120 دولارًا، وكل ذلك مع بذل “المبدعين” أقل من عشر ساعات من العمل. هذا النجاح أثار اهتمام فايتنوبر باستكشاف المزيد من الخيارات لتوسيع نطاق “Only Philanthropy”.
تتطلع فايتنوبر الآن إلى مشاريع جديدة وقضايا إضافية لجمع الأموال لها، بما في ذلك إصلاح العدالة، والتشرد، وحقوق مجتمع الميم، ومرونة المناخ. وقالت: “لقد جمعنا أكثر من نصف مليون دولار معًا هذا العام. الآن دعونا ننمي هذا ليصبح شيئًا أكبر، وأكثر غرابة، وأكثر قوة، مع انضمام المزيد من المبدعين”.
تعمل الشركة بنظام دفع متعدد المستويات، حيث “يزداد الأمر جرأة” مع كل مستوى من مستويات التبرع. ويتيح التبرع بمبلغ 1000 دولار للمتبرعين فرصة الحصول على صورة بولارويد موقعة من جلسة تصوير فايتنوبر.
تتخذ الشركة إجراءات لحماية خصوصية المتبرعين، حيث يتم وضع علامة مائية رقمية على الصور المرسلة تحتوي على عنوان البريد الإلكتروني للمتبرع، وذلك لضمان عدم تسريبها عبر الإنترنت وفي حال حدوث ذلك، يمكن للشركة تحديد مصدر التسريب. هذه الخطوة تهدف إلى الحفاظ على الثقة بين المتبرعين والمبادرة.
تعتبر هذه المبادرة مثالًا فريدًا على استخدام المنصات الرقمية لجمع التبرعات لقضايا نبيلة. وتسلط الضوء على أهمية التبرعات الفردية في مساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية. كما أنها تثير تساؤلات حول طرق جمع التبرعات المبتكرة والفعالة في العصر الرقمي.
من المتوقع أن تعلن “Only Philanthropy” عن مشاريع جديدة وقضايا إضافية لجمع التبرعات لها في الأشهر المقبلة. وسيكون من المهم مراقبة مدى نجاح هذه المشاريع في جذب المتبرعين وتحقيق أهدافها. كما سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كانت مبادرة فايتنوبر ستلهم الآخرين لتبني أساليب مماثلة لجمع التبرعات.

