أظهرت أبحاث جديدة من اليابان أن مشروبًا رائجًا، يُعرف بفوائده الصحية للجهاز الهضمي، قد يساعد أيضًا في منع أو حتى عكس بعض علامات الشيخوخة. يركز البحث على فوائد الـكفير، وهو منتج ألبان مخمر غني بالبكتيريا المفيدة، وكيف يمكن أن يؤثر على صحة المناعة مع التقدم في العمر.

مع تزايد أعداد كبار السن في العديد من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة حيث من المتوقع أن يتجاوز عدد كبار السن عدد الأطفال في غضون عقد من الزمان، يزداد الاهتمام بالحلول الصحية التي تدعم حياة أطول وأكثر نشاطًا. يسعى العلماء باستمرار إلى فهم العمليات البيولوجية المرتبطة بالشيخوخة وتحديد التدخلات المحتملة.

الـكفير وصحة المناعة مع التقدم في العمر

أجرى باحثون من جامعة شينشو دراسة لفهم أفضل للفوائد الصحية لمنتجات الألبان المخمرة مثل الكفير، خاصة فيما يتعلق بالشيخوخة. أشاروا إلى أن التقدم في العمر غالبًا ما يقترن بضعف جهاز المناعة، مما يؤدي إلى تباطؤ الخلايا المناعية في عملية الانقسام.

هذا التباطؤ يمكن أن يؤدي إلى التهابات مزمنة منخفضة الدرجة تساهم في العديد من الأمراض المرتبطة بالعمر، بينما تبدأ الأعضاء الحيوية مثل الغدة الزعترية والكبد في التدهور وفقدان وظائفها. تسعى الأبحاث إلى فهم كيف يمكن لبعض الأطعمة والمشروبات أن تخفف من هذه التأثيرات.

البكتيريا اللبنية وأثرها المضاد للالتهابات

من المعروف منذ فترة طويلة أن المشروبات مثل الكفير تحتوي على بكتيريا حمض اللاكتيك (LABs)، والتي يُعتقد أن لها تأثيرات مضادة للميكروبات ومضادة للالتهابات وحتى مضادة للسرطان. ومع ذلك، ظلت الآليات الدقيقة التي تعمل بها هذه الفوائد غير واضحة. تسعى الأبحاث الحديثة إلى إلقاء الضوء على هذه العمليات.

لتحقيق ذلك، قام الفريق بإطعام مجموعة من الفئران المسنة سلالة غير نشطة حرارياً من البكتيريا اللبنية المعزولة من الكفير – وهي Lentilactobacillus kefiri YRC2606 – على مدار ثمانية أسابيع، ثم قام بتحليل صحتهم المناعية. تعتبر الفئران نموذجًا حيوانيًا شائعًا في أبحاث الشيخوخة نظرًا لخصائصها البيولوجية المشابهة للإنسان.

تبين أن الفئران التي تلقت YRC2606 أظهرت تغييرات أقل مرتبطة بالعمر في الأعضاء الرئيسية مثل الغدة الزعترية والكبد. أظهرت أيضًا علامات أقل للالتهابات، بالإضافة إلى انخفاض في مستويات البروتينات التي تمنع عادةً انقسام الخلايا – وهي عملية رئيسية تؤدي إلى تدهور الأنسجة.

وفقًا للمؤلفة الرئيسية، هيروكا ساساهارا، تشير هذه النتائج التي تمثل اكتشافًا فريدًا من نوعه إلى أن البكتيريا المستمدة من الكفير قد تساعد في الحفاظ على قوة جهاز المناعة مع التقدم في العمر. وأضافت أن YRC2606 يمكن أن يكون مفيدًا في علاج الأمراض المرتبطة بالعمر، وربما كمكون في الأطعمة الوظيفية أو المكملات الغذائية المصممة للحفاظ على وظائف المناعة لدى كبار السن.

وهذا بدوره قد يساهم في الحفاظ على الوظائف البدنية الأساسية – وهو عامل حاسم في الحفاظ على الاستقلال وجودة الحياة مع التقدم في العمر. لا تقتصر فوائد الكفير على الجهاز المناعي فقط، بل تمتد لتشمل جوانب صحية أخرى.

الـكفير، الذي يستمد اسمه من الكلمة التركية “keyif” والتي تعني “الشعور بالسعادة بعد تناول الطعام”، غني بالعناصر الغذائية. فهو مشابه للزبادي ولكنه أرق في القوام. تحتوي الحصة الواحدة (الكوب الواحد) على حوالي تسعة جرامات من البروتين وأكثر من ثلث الكمية اليومية الموصى بها من الكالسيوم، وهو عنصر أساسي للعظام القوية.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الكفير مصدرًا جيدًا للفوسفور والمغنيسيوم وفيتامينات ب 12 و ب 2 و د و ك 2. يحتوي أيضًا على البروبيوتيك، وهي كائنات دقيقة مفيدة يعتقد أنها تدعم الصحة بعدة طرق. تشمل هذه الطرق المساعدة على الهضم وإدارة الوزن وتعزيز الصحة العقلية من خلال موازنة ميكروبيوم الأمعاء.

تشير الأبحاث إلى أن أحد البروبيوتيك الموجود في الكفير، Lactobacillus kefiri، يمكن أن يثبط نمو البكتيريا الضارة، بما في ذلك السالمونيلا والإشريكية القولونية. يتم حاليًا دراسة المزيد من الآثار الصحية المحتملة للبروبيوتيك الموجودة في الكفير.

ومع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن الأطعمة والمشروبات الغنية بالبروبيوتيك يمكن أن تسبب الغازات والانتفاخ وآثار جانبية أخرى في الجهاز الهضمي، لذلك من الأفضل إدخالها إلى النظام الغذائي تدريجيًا للسماح للجسم بالتكيف. يجب على الأفراد الذين يتناولون مثبطات المناعة استشارة الطبيب قبل تناول الكفير، لأنه يحتوي على بكتيريا وخميرة حية قد يحافظ عليها جهاز المناعة الصحي تحت السيطرة لمنع الالتهابات.

تستمر الأبحاث في استكشاف الإمكانات الكاملة للـكفير وعلاقته بالصحة والشيخوخة. من المتوقع أن تتوفر مزيد من التوضيحات حول الآليات الدقيقة التي تعمل بها هذه الفوائد في السنوات القليلة المقبلة. يجب مراقبة الدراسات السريرية البشرية لتقييم فعالية الكفير في تحسين صحة المناعة والحفاظ على الوظائف البدنية لدى كبار السن.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version